على رغم أزمته الصحية وعجزه عن الكلام بعد استئصال حنجرته، ووجوده في المستشفى في بيروت لتلقي العلاج، إلا أن نضال سيجري لا يزال يبعث برسائله  إلى السوريين في مبادرة للخروج من الأزمة التي تشهدها سوريا.

وتقلت "أنا زهرة" نسخةً من رسالة الممثل السوري التي حملت عنوان "الرئيس الأسد يتزعّم المتظاهرين" يقول فيها: "في هذه اللحظة غاص في جسدي سمٌ ما اسمه الكيماوي، أردت أن أتحداه وأغوص به كما يغوص بي، فغاص كل منّا في الآخر وبطريقته، غصنا حتى اللانهاية، كانت لحظه تشبه صدق الأطفال أثناء لعبهم. وفي هذه اللحظة، وقعت عيني على صورة جعلتني أبتسم وأفرح.

صورة للسيد الرئيس والسيدة عقيلته مع مجموعة من الشباب والصبايا وبعض المواطنين السوريين وهما يتعاونون في لفّ العلم السوري. بسرعة، قفزت إلى ذاكرتي لحظات كثيرة تجمع السيد الرئيس مع مواطنين سوريين في الكثير من الأماكن، في دور أيتام، وجمعيات خيرية، وفي المعامل، والدوائر الحكومية، والمطاعم، والشارع ودار الأوبرا بين الحضور يحضران أمسية موسيقية، وعند بائعي الفلافل، في المسارح والقرى... ففرحت ذاكرتي لهذا السلوك. إنه سلوك
المواطن الرئيس. أغمضتُ عيني للحظة فرأيت حلماً، حلماً صغيراً لكنه يشبه السيد الرئيس".

ويسأل سيجري السوريين في رسالته: "هل تريدون أن تعرفوا ما الذي رأيته في الحلم؟ وعلى مسؤوليتكم؟ سأعترف: رأيت السيد الرئيس يتظاهر مع المتظاهرين، رأيته يصرخ ويرفع الصوت وينادي ويطالب كما يطلب المواطنون السوريون الشرفاء لأنه هو منهم وهم منه. سمعته يطالب بالإصلاح، بالديمقراطية، بالتعددية الحزبية، بحرية الإعلام، بمكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين، بالإصلاح الإداري، وإصلاح القضاء...

كان ينادي نحن الشعب نريد العدالة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. يطالب بضرورة الحوار الوطني. سمعته يقول كلنا شهداء في سبيل الوطن الذي يحتضن الجميع كما تحتضنه الجموع. سمعته يقول: كلنا نريد التغيير والويل الويل لمن لا يحقق مطالبنا المحقة. نحن المواطنون. نحن الشعب. وفي نهاية الحلم، وقف على تلة صغيرة وحوله الناس وهو يقول ويصرخ: كلنا معارضون ويجب على السلطة أن تصغي لنا نحن الشعب.

وتابع وقال كما قال قبله الشاعر الشابي: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر. وفي لحظة خروجي من الغوص، استيقظت من حلمي. ففرحت وابتسمت رغم السُم الذي يخترقني، لم أشعر به لأنه في حقيقة الأمر كنت أغوص في حلمي".

يشار إلى أنّه رغم أنّ الأطباء نصحوه بعدم العمل، إلا أنّ سيجري سيطلّ هذا العام في "الخربة" للمخرج الليث حجو. ويجسد دوراً صامتاً، ويعبر عن مواقفه ويتواصل  مع الناس من خلال أوراق "الشدة".