وصلت أخيراً حمى الاعتراضات على المهرجانات الفنية الى الجزائر بعد حملة مشابهة ضد مهرجان "موازين" الذي أقيم الشهر الماضي في المغرب. 

يومها، تعالت الدعوات المطالبة بإلغاء المهرجان المغربي بسبب ميزانيته العالية. 

ودعا المحتجّون إلى صرف هذه الأموال على مشاريع تسهم في زيادة دخل المواطن المغربي، وهدّدوا برشق الفنانين بالبيض والطماطم في حال إقامة المهرجان.

 لكنّ التظاهرة الفنية أقيمت رغم كل هذه الحملات.

 واليوم، جاء دور الجزائر.

 إذ تعالت أصوات مطالبة بمنع إقامة مهرجاني "جميلة" و"تيمقاد"، وطالب المحتجون بمنع إليسا ونوال الزغبي من دخول الجزائر. 

علماً بأنّ الأولى تشارك في "جميلة"، والثانية في "تيمقاد". وقد أصدر المحتجّون بياناً تلقّت "أنا زهرة" نسخة عنه، وجاء فيه:
"باسم الشعب الجزائري عامة
باسم الشباب الجزائري خاصة
نعلن رفضنا التام والقاطع لكل ممارسات وزارة الثقافة المتعلقة بإقامة المهرجانات الغنائية التي تستدعي فيها ثلة من الفنانين بأموال ومبالغ خيالية تستنزف فيها الخزينة العمومية.

 وهي في الأصل أموال ملك للشعب الجزائري.

 في وقت كان الأولى أن توجه هذه المبالغ لتشغيل الشباب وإقامة مشاريع تنموية وإصلاحية.

ولعله لا يختلف اثنان على أنّ هذه المهرجانات التي دأبت على إقامتها وزارة الثقافة سنوياً، لا تعود بالنفع أو بجدوى اقتصادية ملموسة على الدولة الجزائرية بل على العكس.

 ولعل الأحداث الأخيرة بين مصر والجزائر خير دليل على ذلك. 

إذ أنّ أولئك الفنانين الذين حلّوا يوماً ضيوفاً على مهرجانات الجزائر ودُفع لاستقدامهم ملايير السنتيمات، لم يتوانوا عن شتم شهدائنا والتعرض للجزائر. 

والأكثر من هذا، فانّ هذه المهرجانات الهابطة تتنافى مع خصوصية وعادات الأسرة والمجتمع الجزائري الأبي عامة، إذ أنّ الأسرة الجزائرية والمجتمع الجزائري المحافظ يرفضان أن تعلو أصوات الأغاني الهابطة في سماء الجزائر.

وعليه، فاننا في بياننا هذا ننوه إلى:
* يعتبر جلب المطربين الى الجزائر بمبالغ خيالية إهداراً واضحاً للمال العام وخيانة لأمانة المحافظة على أموال الشعب الجزائري.

* إخفاق وزارة الثقافة المخزي في مهمتها المنوطة بالنهوض بالثقافة الجزائرية وإنمائها.
* إقامة المهرجانات في وقت تعيش فيه المنطقة العربية على وقع تغييرات جذرية أدت إلى سقوط الآلاف من ضحايا الحرية، وفي وقت تعيش فيه فلسطين معركة من أجل إثبات وجودها... يدل على تنصل كبير ولامبالاة تجاه قضايا وطننا العربي الكبير وتجاهل لمبادئ الثورة التحريرية التي تنص على أنّ الجزائر جزء لا يتجزأ من البلاد العربية تشاركها آلامها وآمالها.

• تحركنا هذا نابع من غيرتنا على مقومات شعبنا الجزائري وإرادتنا الشديدة للحفاظ على خصوصيات الشعب الجزائري المحافظ، وتفعيل دور الشباب في بناء غد أفضل للجزائر ونشر التوعية، وليست لدينا أي خلفية أو أيّ توجه.
و لهذا فاننا نطالب بـ:* 

إيقاف هذه المهرجانات وتوجيه ميزانيتها الى مشاريع تنموية. ونحن هنا نتساءل كم مدرسة يمكننا بناؤها بهذه الأموال.

* إقامة مهرجانات بديلة تظهر حقيقة الثقافة الجزائرية، وتؤكد على أصالة هويتها.

* كما نناشد سكان ولايتي سطيف وباتنة بالاحتجاج على مستوى مديريات الثقافة.
* نوجه دعوة صريحة وقوية لكل شاب وعائلة جزائرية أبية لمقاطعة هذه المهرجانات مقاطعة نهائية".