تعتبر مسابقة ملكة جمال لبنان من أهم الأحداث التي تشهدها سنوياً الساحة الفنية. هذا الحدث تقدّمه محطة "ال .بي .سي" ضمن حفلة ضخمة تنتهي إلى تتويج فتاة تمثّل الجمال اللبناني وتكون سفيرةً له في المحافل الدولية. ورغم أهمية الحدث، إلا أنّ الملكة المتوّجة، صارت تمر مرور الكرام من دون أن يذكرها أحد. هكذا، لم تعد الفتاة التي تفوز باللقب المشتهى، تحظى بالإهتمام أو الظهور في الصحافة سوى في ليلة التتويج! ولن تظلّ حديث الساعة إلا إذا لازمتها فضيحة كما حصل مع روزريتا طويل التي انتشرت صورها وهي شبة عارية على الإنترنت، فإذا بها تشكّل حدثاً صحافياً. لكنّها سرعان ما غابت عن الأضواء من دون أن تستفيد من اللقب في مجالات أخرى.

 

جورجينا رزق الأكثر حضوراً رغم مرور السنوات

بين هذا وذاك، ظلّت جورجينا رزق الأكثر حضوراً ومثولاً في الذاكرة رغم مرور السنوات.
جورجينا التي انتُخبت ملكة جمال لبنان لعام 1970، تُعتبر الأكثر حضوراً تحت دائرة الضوء حتى الآن. طبعاً، يعود ذلك إلى أسباب عدّة، لعلّ أبرزها فوزها بلقب ملكة جمال الكون لعام 1971. أضف إلى ذلك زواجها من القائد الفلسطيني "أبوعلي" ثم زواجها من الفنان وليد توفيق بعد استشهاد أبو علي. وقد أنجبت من المطرب اللبناني إبنها الثاني الوليد وابنتها نورهان.
لقد شغلت جورجينا العالم بجمالها، وذاع صيتها، وحظيت بشهرة كبيرة وبقيت محطّ أنظار المصوّرين وكاميراتهم حتى اليوم. كان لجمالها وللقب العالمي الذي نالته، الفضل الأكبر في شهرتها و"صمودها" حتى الآن تحت الضوء. وقد حاولت دخول عالم التمثيل والسينما، فشاركت في أفلام عدة من بينها "غيتار الحب"، و"باي باي يا حلوة" و"الملكة وأنا" مع محرم فؤاد. في الشريط الأخير، ظهرت بدورها كملكة جمال الكون. لكنّ النجاح لم يُكتب لهذه التجارب، فانسحبت جورجينا من عالم التمثيل من دون نجاح يُذكر.
في المقابل، لم تحفر الملكات اللواتي ظهرن بعد جورجينا، أي علامة في الذاكرة. طبعاً، يعود ذلك إلى أسباب عدّة أهمّها نشوب الحرب الأهلية في لبنان وغياب مؤسسة تنظّم احتفالاً كما هي الحال حين تولّت "أل.بي.سي" الحدث. بعد انتهاء الحرب الأهلية، عاد الإهتمام بملكة جمال لبنان ينتشر بين الصحافة، فحقّق بعضهن شهرة واسعة وخطفن الأضواء لفترة طويلة بعد حصولهن على اللقب. فيما مرّ انتخاب أخريات مرور الكرام من تحقيق حضور على الساحة الإعلامية.

 

مذيعات وممثّلات لمرة وأحدة

في الوقت الذي حاولت فيه ملكة جمال الكون جورجينا رزق امتحان قدراتها في مجال التمثيل، اتجه معظم ملكات جمال لبنان لاحقاً إلى التقديم، خصوصاً مع بداية البث الفضائي الذي كان يهمه كثيراً الوجوه الجميلة على شاشاته. هكذا، شهدت البرامج "زحفاً" كثيفاً من الملكات نحو التقديم، رغم انعدام خبرتهن في المجال. كما أنّ بعضهن خضن تجربة التمثيل لمرة واحدة فقط، ليطلِّقن بعد ذلك عالم الضوء والشهرة ويتجهن إلى عالم... "البزنس".


مثلاً، نالت دينا عازار التي انتُخبت ملكة جمال لبنان لعام 1995، قسطاً وافراً من الشهرة. خاضت تجربة التقديم على شاشة "العربية"، مع برنامج "محطات" ثم إنتقلت إلى قناة "دبي" حيث قدّمت "أسرارهن" الذي يُعنى بالجمال والموضة. كما خاضت تجربة يتيمة في التمثيل، حين شاركت في مسلسل "رماد وملح" مع نضال الأشقر وعمّار شلق. بعد ذلك، إبتعدت عن عالم الأضواء ودخلت عالم "البزنس". وها هي تملك اليوم مشروعها الخاص في تصميم المجوهرات وبيعها، مع محل خاص بها في دبي.
لم يقتصر حضور الملكات على عالمي التقديم والتمثيل، بل خضن أيضاً مجال تصوير الفيديو كليب كما حصل مع نيكول بردويل التي انتخبت عام 1992. ظهرت نيكول مع عمرو دياب في كليب "حبيبي يا نور العين" كما شاركت في مسلسل "الحب الأعمى" وفي فيلم "الباحثات عن الحرية" الذي حمل توقيع المخرجة إيناس الدغيدي. ورغم نجاحها في التمثيل، والشهرة التي حظيت بها، إلا أنّها لم تستمرّ في هذا المجال. كذلك، خاضت تجربة التقديم مع "ستار مايكر" الخاص بهواة الغناء على التلفزيون المصري، لكنّ البرنامج سرعان ما توقّف بعد عرض بضع حلقات منه فقط. اليوم، أعلنت نيكول إعتزالها الأضواء بعدما تزوّجت من محامٍ، وصارت تملك مشروعها الخاص في عالم الأزياء. وسبق أن أشرفت على إطلالات المشاركين في إحدى دورات برنامج "سوبر ستار".
جويل بحلق التي انتُخبت عام1997 وشغلت الصحافة بأخبارها وجمالها، وشُبِّهت بجورجينا رزق، وبلغت المرحلة النهائية في مسابقة ملكة جمال العالم، قدمت برنامج" ستايل مع جويل" على شاشة "أم .بي.سي". كما دخلت عالم التمثيل حين شاركت في مسلسل "آخر الفرسان" مع المخرج نجدت أنزور، لكنها لم تكمل الطريق. إذ تزوّجت ورُزقت بطفلين وأسّست دار أزياء خاصة بها. عن اتجاهها إلى الأزياء وابتعادها عن الأضواء، صرّحت جويل لـ "أنا زهرة":" أولاً، أنا اليوم أم لطفلين ولم أتوقّف عن العمل. درست تصميم الأزياء وتنفيذها، وأملك داراً خاصة بي. ثانياً، طموحي اليوم أن تَبرز أزيائي أكثر مني شخصيّاً". وأضافت: "لقب ملكة جمال لبنان كانت هواية أو تجربة، وقد أحببت خوض مجالات التقديم أو التمثيل كهواية. لكنّ هدفي اليوم أن تنجح دار أزيائي والخط الذي اخترته وأرى نفسي به. أصمّم فساتين سهرة، وقريباً ستكون لدي ملابس جاهزة تناسب كل السيدات ومختلف المناسبات.
نسرين نصر التي انتُخبت عام 1996، اتّجهت بدورها إلى عالم المال والأعمال بعد تجربة واحدة في التقديم مع برنامج فني حمل عنوان "ياعمري" على شاشة "المستقبل". كما قدّمت إعلانات تجارية عدّة ثم غابت لتنشغل بعملها الخاص في تصميم الديكور.
كريستينا صوايا ملكة عام 2001، التي استطاعت أن تستقطب الأضواء حتى الآن وتحتلّ أخبارها الصحف، خاضت أيضاً تجربة التقديم على شاشة "المستقبل" مع برنامج "أجواء" الذي قدمته لموسم واحد. كريستيانا اليوم متزوّجة من لاعب كرة السلة السابق والمذيع طوني بارود ولديها طفلة، وتملك شركتها الخاصة في مجال تظيم الحفلات.


وأخيراً، عادت إلى الضوء كليمانس أشقر التي انتُخبت عام 1998. وكانت كليمانس قدّمت على شاشة "ال .بي.سي" برنامج "أوروبا جارتنا" ثم انتقلت إلى "أم تي في" لتقديم حلقات عن جائزة الـ "موركس دور" كما شاركت في تقديم حفلة توزيع الجوائز، إضافة إلى عملها مع زوجها في مجال المطاعم وتقديمها إعلانات عدة. وعن عودتها إلى الأضواء وسبب اختفاء الملكات بعد التتويج، صرّحت كليمانس لـ "أنا زهرة": "صحيح أنّ اللقب يجمعهن، لكنّ هذا لا يجعلهن شخصاً واحداً. كل ملكة لديها ميول أو طريقة مختلفة في الحياة. لكلّ واحدة شخصيتها وكيانها الخاص. وهذه أهم نقطة لأنّه أحياناً تُجرى مقارنات وتشبيهات بين الملكات. بالنسبة إليّ، فـ "مس ليبانو" كانت ذكرى وتجربة في حياتي مررت بها في سنّ معينة وأعطتني الكثير. ثم أكملت حياتي لاحقاً بشكل طبيعي. وصرتُ أكتشف نفسي بالتدريج وأكتشفُ ميولي. لذلك كانت خياراتي بطيئة ومختلفة ومتغيّرة وفق المراحل العمرية التي مررتُ بها". وأضافت: "قدمت إعلانات في مجال البيئة على مدى سنتين وتلقّيتُ عروضاً كثرة للعمل في التلفزيون وغيره. لكنّها لم تُقنعني. من ناحية أخرى، انشغلتُ بأمور كثيرة، ولم يكن التقديم حينها من بين خياراتي. أخيراً، شعرتُ بأنّ العرض يناسبني ولو بنسبة بسيطة، فوافقت عليه". وعن انشغالاتها خلال ابتعادها عن عدسة الكاميرا، قالت: "في كل فترة، زاولتُ عملاً مختلفاً. أنا أعمل مع زوجي في مجال المطاعم ولدي حالياً مشروعي في مجال العقارات".


نورما نعوم التي انتخبت عام 1999، قدّمت أيضاً برنامج "استديو الفن" على شاشة "ال بي سي" و"جار القمر" على "أوربت" ثم برنامج "بروجيكت فاشن" حيث تعرفت إلى الدكتور نديم المنلا مدير عام محطة "المستقبل" سابقاً والمشرف على قناة "إخبارية المستقبل"، فنشأت بينهما علاقة حبّ توِّجت بالزواج وبطفلتين.
أما نادين نجيم الأولى التي انتُخبت عام 2004، فدخلت مجال التمثيل وحققت نجاحاً من خلال دور المقعدة الذي قدمته في مسلسل "خطوة حب" وحصلت على جائزة "ظاهرة العام في ميدان التمثيل" خلال حفلة الـ "موركس دور" هذا العام. وكانت نادين خاضت سابقاً تجربة التقديم على شاشة "المستقبل" عبر برنامج "بيوتي كلينك"، لكنّها قررت حالياً أن تصبح ممثلة ويسعدها أن يقال عنها ملكة جمال لبنان وممثلة، فبذلك أصبح لديها لقبان!

 

أضواء خافتة

إذا حظيت بعض الملكات بالضوء والشهرة وخضن تجارب في التقديم والتمثيل، فإن بعضهنّ الآخر جاء تتويجهن حدثاً عادياً لم يحظَ بأي إهتمام يُذكر في الإعلام سواء أثناء ولايتهن أو بعد انتهاء الولاية كماري جوزيه حنين. هذه الأخيرة اكتفت بفترة ولايتها ثم غابت عن الأضواء فيما خاضت ساندرا رزق تجربة التقديم على قناة "العربية" مع برنامج "محطات" الذي قدمته قبلها الملكة دينا عازار. لم تكرّر جوزيه التجربة بل استقرت في دولة الإمارات وأطلقت مشروعها الخاص في مجال الأزياء. أما غابرييل أبي راشد، فدخلت التمثيل مع مسلسل "ورد ممزقة" ولم تلقَ النجاح المطلوب. فيما تعود نادين نجيم الثانية التي انتخبت عام 2007، إلى الضوء ولو كان خافتاً هذه المرة. إذ تخوض حالياً أولى تجاربها في التمثيل. أما روزريتا طويل (ملكة جمال لبنان 2008) التي تصدرت أخبارها المجلات بسبب صورها المثيرة، فتعمل حالياً في شركة ضمن تخصّصها وهو إدارة الأعمال، وتتريث كثيراً في عروض التقديم التي تأتيها. كما تفكر في افتتاح محل تجاري خاص بها. بينما تبدو الملكة الحالية مارتين اندراوس غائبة كلياً عن الأنظار... وعن أي نشاط بارز!

 

بلا وجع رأس
ملكة جمال لبنان السابقة سوسن السيد التي انتخبت عام 1984 وتقدّم برنامج "ملكات" الذي يسلّط الضوء على ملكات جمال لبنان السابقات، علّقت على غياب الملكات وعدم استفادتهن أحياناً من اللقب، بالقول: "حسب خبرتي من خلال تقديم برنامج "ملكات"، فإنّ أغلبهن يطمحن إلى مرحلة التتويج لا أكثر، ويعتقدن بأنّها مفتاح سحري، لكنّهن سرعان ما يكتشفن أنّ الأمر ليس كذلك. لذا، فالأغلبية يتنحين عن الشهرة لأنّ اللقب ليس مفتاحاً سحرياً لأحد. إنّه فقط محطة تحصل خلالها الفتاة على الشهرة، لكن سرعان ما تأتي أخرى لتحلّ مكانها، وأغلبية الملكات يتزوجن ويبتعدنَ عن الأضواء".
تعزو سوسن السيد بقاءها حتى الآن تحت الضوء، إلى أنّها صحافيّة رياضية. بل على العكس، كان المسؤولون إليها كفتاة تحمل لقباً جمالياً ولا تفهم في الشأن الرياضي. لكنّ الأمير الراحل فيصل بن فهد والشيخ فهد الأحمد الصباح آمنا بها، فكرّت السبحة وأخذت على محمل الجدّ كإعلاميّة رياضية. لكنّها تقول إنّها عانت كثيراً قبل أن يؤمنوا بموهبتها وكفاءتها. بعد ذلك، انتقلت إلى الإعلام المرئي وتنقلت في قنوات عدة وصولاً إلى محطة "المرأة العربية" حيث "أقدم "ملكات" الذي جاءتني فكرته حين كنت أقدّم التعازي برئيس اللجنة الوطنية لملكة جمال لبنان جان شاهين ولم أجد أي ملكة خلال العزاء، رغم أنّه توّج ستين صبيّة. هكذا جاءتني الفكرة بأن أسلّط الضوء عليهنّ وأعرف سبب اختفائهنّ". وتختم سوسن: "خلاصة البرنامج أنّ الملكات تزوجن، وبعضهن صرنَ جدات وسيدات أعمال، يفضلن الإبتعاد عن عالم الشهرة لأنه يجلب وجع الرأس"!

إنتخاب ملكة جمال لبنان لعام 2010، الليلة 20:45 مباشرة على lbc، و21:30 على «الفضائية اللبنانية»

المزيد على أنا زهرة: