يبدو أن نجاح برامج الـ"توك شو" في الدول الغربية ونسبة المتابعة الكثيفة لها على مدى سنوات، دفعا القنوات العربية واللبنانية إلى تقليد أو شراء بعض هذه البرامج وتقديمها للجمهور بنهكة عربية تتناسب مع عادات وتقاليد مجتمعاتنا. وعلى رغم اختلاف نسبة المتابعة بين هذه البرامج، إلا أنها أصبحت اليوم متشابهة إلى حدٍ كبير، خاصةً في الشكل والديكور وعدد الضيوف وطريقة الحوار، وأحياناً في المضمون أيضاً. وهذا ما جعل البعض يتساءل إن كانت هذه البرامج تقليداً لبعضها فقط أم أنها ظاهرة تجتاح القنوات اللبنانية لفترة وسرعان ما تختفي؟


كما أنّ عدداً من هذه البرامج لم يحقق المستوى المطلوب عند الجمهور المشغول اليوم بأخبار الثورات التي تجتاح الدول العربية.


"حديث البلد" الذي تقدمه منى أبو حمزة على شاشة الـMTV اللبنانية لا يزال محافظاً على الجماهيرية التي حققها البرنامج ذاته عندما قدمه نيشان قبل سنوات على تلفزيون "الجديد". إلا أنّ أبو حمزة استطاعت خلال فترة وجيزة أن تحصد لنفسها جماهيرية أكبر بفضل جمالها وطريقة أدائها في الحوار مع الضيوف الذين تتنوع مجالاتهم في السياسة والطب والفن، إضافةً إلى فقرات البرنامج التي تجمع التسلية والمعلومة.

نجاح "حديث البلد" أيقظ المحطات الأخرى ودفعها إلى تقديم برامج مشابهة تحقق المتابعة والجماهيرية. هكذا، اختار تلفزيون "المستقبل" الذي يحاول منذ سنوات استعادة بريقه المفقود، أن يكون برنامج "التوك شو" الخاص به عربياً خالصاً وغير مقلد أو تم شراؤه من الخارج. فظهر برنامج "بدون زعل" الذي تقدمه ريما كركي ويعتمد أيضاً على استضافة مشاهير السياسة والأدب والفن. لكن بعد مرور أشهر على تقديمه، لم يحقق البرنامج نسبة متابعة عالية.


وهناك أيضاً "والتقينا عند رابعة" الذي تقدمه رابعة الزيات على شاشة "الجديد". علماً بأنّ اسمه تغيّر إلى "وبعدنا مع رابعة" بعد الدعوى القضائية التي رفعتها المنتجة بيري كوشان بسبب الشبه بينه وبين وبرنامج 93 Faubourg الفرنسي. وعلى رغم أنّ فقراته مختلفة عن البرامج الأخرى، إلا أنه يتشابه معها شكلاً من حيث عدد الضيوف والحوار الذي يعتمد على مناقشة مواضيع عديدة في الأدب والسياسة أيضاً. وهنا يطرح سؤال جديد إلى متى ستبقى المحطات العربية تقتبس أفكار برامجها من البرامج العالمية؟


المزيد:


منى أبو حمزة تحيّي عادل إمام وتتضامن مع القاهرة

صور: شيرين والأمومة

فيديو: نصائح للعناية بالأظافر