سيئات السيجارة كثيرة... لكنّ دراسة جديدة نشرتها مجلّة "ساينس" العلميّة الأميركية الشهيرة، جاءت لتؤكد علمياً معلومة كان كثيرون يعرفونها بالممارسة:

النيكوتين يمكن أن يؤدي إلى خسارة الوزن. كما نعرف، يمكن أن يسبب التوقف عن التدخين زيادة في الوزن.

هذا ما أثبته العلماء على الفئران، وها هم يحاولون الآن إثبات نجاعته على الإنسان. الدراسة أجرتها أستاذة في جامعة يال الأميركية، وتتناول الرابط بين النيكوتين،

وكيفية استهلاكنا للغذاء، ليس من الناحية الهضمية، بل من الناحية العصبيّة.

وتبيّن من خلال الإختبارات على الفئران، أنّ النيكوتين لا يقطع الشهية فحسب، بل إنّه يؤثر على خلايا عصبيّة معيّنة في الدماغ، ويدفعها إلى إفراز مواد تعطي شعوراً بالشبع! أي أنّ النيكوتين يؤثر على رغبتنا في تناول الطعام من الأساس، ولا يقطع شهيتنا على صعيد المعدة فحسب. واكتشف العلماء أنّ النيكوتين لا يحفز  الخلايا التي تفتح شهيتنا على الدخان.

رغم النتائج المقنعة على الصعيد البيولوجي، يبقى الكثير من الأطباء قلقين من إجراء تجارب مماثلة على الإنسان. وقال البروفيسور الفرنسي جان بول تاسين لمجلة "لو بوان" الفرنسيّة، إنّ النيكوتين يساعد على فرز مادة تسمّى الكاتيشولامين لها آثار على الإصابة بالأنوركسيا. وذكّر الخبير الفرنسي بأنّ النيكوتين ليس العامل الوحيد الذي يسبب خسارة الوزن في السيجارة. فالدخان يحرّك عمليّة الأيض لأنّه يسبب إجهاد الكريات الحمراء، ما يدفع الجسم إلى استهلاك المزيد من الطاقة.

ويشرح الخبير الفرنسي أنّه يجدر التمييز بين النيكوتين والدخان، لأنّ النيكوتين يمكن تناوله منفصلاً عن السيجارة على شكل علكة. ولفت إلى أنّ الدخان مؤلف من أكثر من 800 مادة مضرّة غير النيكوتين، وهي بمعظمها مسببة للسرطانات.

رغم الشكوك التي تحوم حول هذه الدراسة الجديدة، يرى العلماء أنّها قد تشكل نواة حقيقية لإبتكار أدوية جديدة لمحاربة البدانة. بانتظار أن يصبح ذلك ممكناً في السنوات القادمة، ينصحك "أنا زهرة" بأن تبتعدي عن السيجارة بشكل نهائي لأنّ مخاطرها أكبر بكثير من بعض الكيلوغرامات الزائدة.