تدور كاميرات المخرج الشاب الليث حجو لتصوير عمله الجديد "الخربة" عن نص للكاتب ممدوح حمادة بعدما حقّق تعاونهما السابق في "ضيعة ضايعة" نجاحاً ساحقاً في سوريا والوطن العربي، فيما أرجأ عمله عن صدام حسين.


لا يكلّ الليث حجو في بحثه عن الجديد والأسلوب البصري الإخراجي لتقديمه للجمهور. فهو الذي انطلق قبل عشرة أعوام بمشروع "بقعة ضوء" مع أيمن رضا وباسم ياخور، ليحصد عمله الأول انتشاراً واسعاً دفعه إلى تكراره في جزء ثانٍ ضمن لوحات منفصلة تعدد كتّابها وفتحت باب الكوميديا السوداء للمشاهد العربي، ليوقّع بعدها أول عمل متصل له "رجال خلف القضبان" مع الكاتب هاني السعدي. وكرت السبحة مع "الانتظار" و"أهل الغرام" بجزءيه الاثنين وصولاً الى "ضيعة ضايعة" الذي حقق نجاحاً كبيراً في العالم العربي. وها هو اليوم يذهب إلى مساحات أكثر في عمله الجديد "الخربة" الذي يرصد الحياة الاجتماعية في قرية في السويداء جنوب سوريا. ويحسب لليث تعاونه مع نجوم الصف الأول الغائبين، فيعيد دريد لحام إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب أكثر من ست سنوات. كذلك الأمر مع رشيد عساف العائد إلى الدراما السورية بأعمال عديدة هذا العام، إضافة إلى نضال سيجري، وباسم ياخور، ومحمد حداقي، وهم من أهالي "الضيعة الضايعة" التي يجزم مخرجها بأنّها لا تتقاطع مع "الخربة" إلا بالمؤلف ممدوح حمادة. ففي حين يعتمد مسلسل "ضيعة ضايعة" على حلقات متصلة منفصلة تنتهي مشاكل كل حلقة مع نهايتها، فإنّ "الخربة" عمل متصل تتصاعد الأحداث فيه منذ الحلقة الأولى حتى الأخيرة.


العمل الذي تنتجه "شركة سوريا الدولية" يسير بهدوء رغم الأوضاع المضطربة في سوريا بسبب تصويره في السويداء البعيدة عن الاحتجاجات. وهي المرة الأولى التي سيتعرف فيها المشاهدون العرب إلى هذه المنطقة. كما سبق وتعرّفوا إلى الساحل السوري عن كثب وقبلهما بيئة بادية الشام. وهذه ميزة تسجَّل لليث الذي يتنوع في بيئات التصوير مقترباً أكثر من واقع المجتمع السوري. وهو ما دأب عليه منذ عمله الأول، مما جعل أعماله تلقى قبولاً واسعاً لدى الجمهور، إضافة إلى تقديمه أبطال أعماله بصورة جديدة دوماً كما فعل مع سلافة معمار في "خلف القضبان"، وتيم حسن في "الانتظار"، ونضال سيجري وفادي صبيح وآمال سعد الدين في "ضيعة ضايعة". وهو ما ينتظر أن يقدمه مع دريد لحام ورشيد عساف وشكران مرتجى وغيرهم بعيداً عن لغة الاستعراض البصري والمبالغة في إظهار زوايا وحركة الكاميرات. وهو الأمر الذي رشّحه للعديد من جوائز "أدونيا" السورية لينال مؤخراً جائزة أفضل إخراج وأفضل عمل متكامل.


إذاً، سيكتشف العديد من السوريين والعرب في رمضان بيئة جبل العرب الجنوبية عبر عدسة الليث حجو، ونصّ ممدوح حمادة، ومع نجوم الدراما فهل يتكلل العمل بالنجاح ويبتعد بالمشاهدين عن أجواء التوتر السائدة؟


من جهة أخرى، يبدو أنّ "أنا وصدام" الذي يرصد سيرة الرئيس العراقي السابق سيتأجّل حتى عام 2012. إذ لم يبدأ تصوير المسلسل الذي أعلن الليث سابقاً أنّ العمل مشروعه والنص كتبه عدنان العودة.