تسبق ليلة الزفاف العديد من التقاليد التي ابتلعتها العولمة وغيّبتها في الكثير من المجتمعات. مع ذلك، ما زال بعض الطقوس يلقى رواجاً في المجتمعات العربية خصوصاً... الحناء!


هل سمعت يوماً عن زفاف يستمر أسبوعاً, حيث ترتدي العروس كل ليلة فستاناً مختلفاً وتدعو جميع أصدقائها؟ هل تعرفين أن العريس قد يخطف من منزل والديه قبل ليلة الزفاف ويؤخذ إلى منزل أحد أصدقائه لتحضيره للحفل؟ هل حضرت حفلة حناء حيث تتزين العروس بالذهب وتحنّي إصبعها؟ هذه العادات لا تزال راسخة في بعض الدول العربية، لكنّ كثيرين لا يعرفون ذلك. يوضح مدير زفة "هياكل بعلبك" عمر حماد، أنّ سهرة الحناء عبارة عن ليلة تراثية يجمتع فيها أهل العريس والعروس، أو كل عائلة على حدة. وتتضمّن تلك الليلة صبغ الخنصر الأيمن للشريكين بالحناء. أما المدعوون فيحنّون الخنصر الأيسر، ويتم ربط الإصبع بقماش أبيض. وفي بعض الأحيان، يربط بمبلغ من المال من أقارب العريس. يلفت حماد إلى أنّ الحناء تترك بصمة على الأيادي، تدلّ على أن العريس قد ودّع العزوبية، والأصدقاء حضروا الزفاف. وتحضر هذه السهرات في الكثير من دول الخليج والمغرب ولبنان وتونس.


فليستمر عرسك أسبوعاً
لم تعد تلك التقاليد حاضرة جداً في المدن وفق ما يقول حماد الذي يعتبر أن أغلب هذه الظواهر تتركز في القرى بسبب المحافظة على العادات. في أغلب الأحيان، يدخل العريس ليلة الحناء على الخيل ويحنّى من قبل الرجال الكبار في السن الذين ينشدون له أغنيات خاصة بالمناسبة. ويحمله شقيقه أو أحد أصدقائه على الأكتاف، مع وعاء الحناء المزيّن بالشموع والورود، ويفتلون به بين الحضور. يلفت حماد إلى أنّ هناك أنواع زفات خاصة بتلك الليلة التي تسهم في إنجاح المناسبة. أما بالنسبة إلى العادات الأخرى، فقد يستمر العرس لليال عدة تمتد حتى عشرة أيام في بعض الدول العربية. إذ يجتمع المدعوون والأقارب والأصدقاء كل ليلة للاحتفال والرقص ومشاركة العروسين فرحتهما، رغم أن هذه العادة انقرضت اليوم بسبب ميل الشريكين إلى حفض تكاليف الزفاف قدر الإمكان.


خطف العريس
قد يتعرض العريس للخطف، ولا شيء يدعو إلى الغرابة هنا، فهذا الطقس ما زال متبعاً في بعض البلدان وخصوصاً لبنان والأردن. وليست العروس وحدها التي تخطف الأنظار في حفلة الحناء, فأصدقاء العريس قد يقومون بخطف الشاب قبل ليلة من زفافه، ويجلبونه إلى منزل أحد أصدقائه. وتكون الأجواء مليئة بالأغاني والرقص لقضاء آخر ليلة له وسط رفاقه. يوضح حماد الذي يشارك فرقته في الزفة، أنّه في صباح ليلة الزفاف، يستيقظ العريس باكراً ويقوم رفاقه بمساعدته على إرتداء بدلة العرس، ويحلقون ذقنه. ويتخلل هذا الطقس غناء الكثير من الأغنيات الشعبية القديمة المعروفة في كل منطقة. ويؤكد حماد بأنّ هذه العادات لا تقتصر على تلك الخطوات فحسب، بل تتعداها إلى ما يلائم البيئة المحيطة بالعروسين والحفاظ على الفولكلور السائد, في ظل سيطرة أعراس "المودرن".

 

للمزيد:

12 خطوة لمكياج يصغرك 12 عاماً

مكياج متألق للبشرة الجافة

صور: أجمل إطلالات رويدا عطية

فيديو: تسريحة شعر نصف مرفوعة