خلال لقاء مع قناة "الدنيا" السورية، أكد الإعلامي غسان بن جدو أنّ سوريا تتعرض لمؤامرة خارجية، مؤكداً بأنّ بعض وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية لعبت دوراً أساسياً في التحريض المتعمد، وتحييد المهنية في التعاطي مع الخبر السوري. أشار المدير السابق لمكتب "الجزيرة" في بيروت إلى أن هدف هذه المؤامرة التي ستفشل حسب تعبيره، كان تمزيق سوريا والنيل من المشروع الوطني والقومي الذي تقوده، وفك ارتباطها بقوى المقاومة في المنطقة.


وأضاف الإعلامي التونسي أنّ بعض من يطلقون على أنفسهم اسم المعارضة ومن يقف وراءهم يتحملون مسؤولية دماء السوريين التي أريقت عبر استخدام السلاح والعنف بما لا يخدم سوى مصلحة إسرائيل. وأكّد بأنّ المعارضة الشريفة والحقيقية هي التي لا تستخدم السلاح، موضحاً أنّ أصحاب المطالب المحقة عادوا إلى بيوتهم بعدما وجدوا أنّ هناك من أراد تحريف مطالبهم.


بن جدو الذي كان حذراً في إجاباته، خصوصاً في ما يتعلق بـ "الجزيرة" ودورها، أكد بأنّ علاقته بالقناة القطرية انتهت بعدما وصلت إلى نقطة لم يعد يجد نفسه فيها لا سياسياً ولا أخلاقياً ولا حتى مهنياً. وهاجم الفضائيات التي مارست التحريض والتضليل ضد سوريا، موضحاً في الوقت عينه أنّها أخطأت، وأنّ هذه الأخطاء التي مرت على شاشاتها ليست مهنية، بل أخطاء ارتكزت إلى قرار سياسي حقيقي باستهداف سوريا.


وأضاف بن جدو أنّ هذه الفضائيات لجأت إلى بدعة شهود العيان واستخدمت أشخاصاً غير موجودين في سوريا. وأوضح أنّ العالم العربي يعيش اليوم في لحظة مفصلية وخطيرة تتطلب المسؤولية والهدوء.


بن جدو الذي استقال من "الجزيرة" كان قد أعلن خلال لقاء ضمن برنامج "للنشر" الذي يقدمه طوني خليفة على قناة "الجديد" اللبنانية، عن عزمه إقامة سلسلة مقاهي، سيفتتحها في الضاحية الجنوبية لبيروت.


وفي أول رد فعل على لقاء بن جدو على المحطة السورية، قام بعض النشطاء على "فايسبوك" بحملة كبيرة طالبوا فيها أن يصبح مديراً عاماً للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون السوري، خصوصاً أنّ الشاشة الرسمية السورية تتعرض لهجوم شديد بسبب تغطيتها للأحداث التي يشهدها البلد. كما قام آخرون بمطالبة السلطات السورية بمنح بن جدو وسام الاستحقاق السوري بسبب مواقفه الوطنية.


يشار إلى أنّه بعد استقالة بن جدو، انتشرت في شوارع دمشق صور له على اللوحات الإعلانية، وكُتبت عبارات تدعو إلى اللحمة الوطنية لمواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا ودرء الفتنة الطائفية، بالإضافة إلى عبارات قالها بن جدو عن سوريا. وصوِّر الإعلامي المعروف كبطل قومي يدافع عن حقوق الشارع العربي، وينقل صورته الحقيقية لا الصورة المشوّهة.


وكان بن جدو يعتبر استقالته من "الجزيرة" أمراً مستحيلاً بعدما عرّفته بالجمهور على حد تعبيره، وهي بيته الذي حارب كي يبقى فيه سنوات. والجميع يعلم قصة خلافه مع مراسل "الجزيرة" عباس ناصر. ويتساءل البعض اليوم كيف له اليوم أن يتحدث عن المكان الذي انطلق منه بهذه الطريقة.

 

المزيد

دريد لحام وغسان بن جدو في شوارع دمشق

المطالبة بسحب الجنسية من فيصل القاسم، وزينة يازجي ورولا ابراهيم

مصطفى الآغا على قائمة المغضوب عليهم