إن أتت ابنتك ذات الأعوام العشرة، وصارحتك مثلاً برغبتها في التوقف عن تناول الخبز لأنّها تريد القيام بحمية غذائية، يجب عليك أن تظهري بعض الحزم وتقولي لها: ممنوع. هكذا، بكلّ بساطة. لأنّ الحميات الغذائية يجب أن تكون من المحظوارت في عالم الأطفال والمراهقين. هذا ما أكّده راينهارد مان من المركز الاتحادي للتوعية الصحية في ألمانيا. وشرح الخبير السبب في هذا التشدد بقوله: "مَن يحد من تناول المواد الغذائية في مرحلة النمو، سيعاني لاحقاً من مشكلات في التحكم في وزنه بشكل دائم".


وأضاف الخبير الألماني أن خطر الإصابة باضطرابات الطعام يزداد كلما تم البدء باتباع أول نظام حمية غذائية في سن أصغر. ولا نقصد بأنظمة الحمية العلاجات التي يصفها الطبيب لتنحيف بعض الأطفال ممن يعانون من وزن زائد، وتعتبر ضرورية من وجهة النظر الطبية، إن تم إجراؤها تحت إشراف طبي. بل نقصد الحميات العشوائية التي يتداولها الأطفال والفتيات خصوصاً في المدارس، أو تلك التي ترتجلها بعض الأمهات.


وبوجه عام، فإن أنظمة الحمية الغذائية التي يتم فيها الاستغناء عن تناول مواد غذائية معينة بشكل كامل أو التركيز على نوع معين من الأطعمة، تعتبر مرفوضة حتى بالنسبة للأشخاص البالغين. ويحذر الخبير راينهارد مان بأنه مع أنظمة الحمية الغذائية القاسية والمعتمدة على نوع واحد من الأغذية مثلاً، يمكن أن يستمد الجسم عناصر عملية بناء المواد الخاصة بالنمو من الجسم نفسه، ما قد يؤدي إلى... الوفاة.


وينتقد الخبير الألماني أيضاً أنظمة الحمية الغذائية التي تعتمد على الحد من الإمداد بالطاقة، بقوله: "هذه الأنظمة يمكن أن تعمل بشكل جيد في حد ذاتها"، إلا أنها تخفي العديد من المخاطر الصحية. فكلما تم خفض الإمداد بالطاقة بصورة أكبر، زادت صعوبة الالتزام بنظام غذائي متوازن. ويبلغ الحد الأدنى المطلق للإمداد بالطاقة يومياً 1500 سعرة حرارية.


وأوضح راينهارد مان أن نتيجة نقص المواد الغذائية تكون الإحساس بالجوع الشديد والرغبة العارمة في الأكل، وهو عكس ما كان يرغب المرء في تحقيقه. ويمكن أن يتسبب نقص الإمداد بالمواد الغذائية على المدى القصير في حدوث هبوط في الدورة الدموية وتشقق الجلد وهشاشة الأظافر. وعلى المدى الطويل، قد يتعرض الشخص للإصابة باضطرابات الطعام أو قد يصل الأمر في الحالات القصوى إلى الإصابة بداء الأسقربوط نتيجة لنقص الفيتامينات، ومن أعراضه نزيف اللثة وتورم المفاصل. ويؤدي هذا المرض إلى ضعف في الجسم عامة وآلام في الأطراف وقد يؤدي إلى الموت.


الوصفة بسيطة إذاً: لأنّ الحميات الغذائية العشوائية خطر حقيقي على حياة الأطفال والمراهقين، تجنبيها. وإن كان ابنك أو ابنتك يعانيان من زيادة في الوزن، فالحل الوحيد هو اصطحابهما إلى طبيب مختص لكي يشرف على العلاج.

للمزيد:

7 أسرار تضمن لك نجاح الحمية الغذائية

أين ذهب أطفال أنجلينا جولي؟

66 يوماً لتكتسبي عادات صحية

صور: ساعات Marc by Marc Jacobs الجديدة

فيديو: براد وأنجلينا في مهرجان كان