ربما بدافع الإثارة والتشويق وتحفيز المشاهدين على متابعة برنامج "والتقينا عند رابعة" التي تقدمه رابعة الزيات على شاشة "الجديد"، تم تسريب خبر عن انسحاب مي شدياق من الحلقة منذ بدايتها وانفعالها الشديد على رابعة. لكنّ متابع الحلقة شاهد عكس ذلك تماماً. إذ برهنت الإعلامية اللبنانية عن حرفية ومهنية عالية في ردها على أسئلة رابعة التي تعلم جيداً أنّها استفزازية رغم تذكير مي لها مراراً بأنّه عندما طلبتها للمشاركة في البرنامج، أكدت لها بأنّ الحديث سيكون بعيداً عن الشؤون السياسية والطائفية في لبنان. إلا أنّ رابعة أصرت على إعادة طرح أسئلة كثيرة طُرحت سابقاً على مي، ويعرف المشاهدون تماماً رأيها بها. مع ذلك، بقيت مي ترد على كل أسئلة رابعة بحرفية ومهنية عالية، وحافظت على ابتسامتها.


ومنذ بداية الحلقة، بدا واضحاً وجود نية لاستفزاز مي. لم تطلب رابعة منها أن تختار أغنية كما تفعل عادة مع كل ضيوفها. بل اختارت لها أغنية "بتمون" لإليسا التي تشارك مي نفس الميول السياسية، وسبق أن عبرت عن حبها لرئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وعندما سألتها عن إليسا، أكدت مي بأنّ صداقة تجمعها بها، مضيفة أنّها تحبها كانسانة وكفنانة صريحة لم تخشَ التعبير عن آرائها السياسية، رغم أنّ خطها الغنائي هو العاطفي والرومانسي، وليس السياسي. وأكدت أيضاً بأنّها تحب جوليا بطرس رغم اختلافها مع خطها السياسي، لكن ذلك لا يلغي فنها الجميل.


والسؤال: لماذا حاولت قناة "الجديد" أن توحي بأنّ تصرّفات تنم عن قلة لياقة صدرت عن مي شدياق في حين أنّ من يشاهد الحلقة يجد العكس تماماً. إذ بقيت مي حاضرة في النصف الأول من الحلقة، وانسحبت عند الانتقال إلى طاولة الأكل. فهل حاولت "الجديد" استغلال الحادثة لاستقطاب المشاهدين الذين ما زالوا حتى الآن يفضلون مشاهدة برنامج "حديث البلد" الذي تقدمه منى أبو حمزة على شاشة "أم. تي. في" في نفس توقيت برنامج "والتقينا عند رابعة"؟