تشتهر كل دولة بعاداتها وتراثها، وبفساتين الزفاف التي تنبع من تقاليد أبنائها. لكن ما الفرق بين فستان الزفاف اللبناني والمصري والإماراتي؟


تحاول الموضة اليوم لمّ شمل العالم كله. مع ذلك، يتميز كل فستان زفاف ببعض التفاصيل الصغيرة الخاصة به. فهل أصبح فستان الزفاف واحداً في العالم أم أنّ لكل دولة لمسة خاصة بها؟ يلفت المصمم اللبناني عبد محفوظ إلى أن فستان الزفاف أصبح واحداً في غالبية الدول، لكن تبقى بعض الاستثناءات التي تميّز فستاناً وآخر، ودولةً وأخرى حسب ذوق المرأة. يشير محفوط الذي انطلق في عالم الأزياء عبر تصميم فساتين الزفاف، إلى أنّ الفستان اللبناني معروف ببساطته الجميلة، ولا يدخل فيه الكثير من الشك أو التطريز. يوضح المصمم العالمي أنّه في الثمانينات، كان يصمّم فساتين زفاف "رهيبة" بجمالها، وكانت غنية بالأقمشة والألوان الزاهية، فذاع صيته بها. أما اليوم وبسبب كثرة المصممين، تُطرح في الأسواق فساتين زفاف رخيصة جداً، لكن ليست على قدر توقعات العروس التي تبحث عن التميّز في تلك المناسبة. يعتبر محفوظ أنه لا إقبال كبيراً على شراء فساتين الزفاف، لأنّه لا يتبع طريقة تأجير فساتينه. وعن آخر أخباره، يلفت إلى أنه يستعدّ لطرح مجموعته الجديدة من فساتين الزفاف التي تحمل عنوان "الحالمة"، لكنّه لن ينشرها في الإعلام كي تبقى المرأة مميزة في فرحها، ولم يسبق لأحد أن رأى فستان الزفاف الذي تختاره.


كثرة التطريز وذيل طويل
يشير المصمم المصري هاني البحيري إلى أنّ فستان الزفاف المصري يتميز بكثرة التطريز وذيله الطويل المرصّع بالستراس. وقد بقيت تلك المواصفات ثابتة في فستان الزفاف منذ الثمانينات حتى عام 2006، لأنّ الانترنت فتح العالم وأدخل تطوراً على الفستان. حالياً، خفّت الأقمشة من فستان الزفاف المصري، مع إضافة حركة مبهرة على الفستان، فيما صار الذيل صغيراً ومطرزاً مع طبقتين من الطرحة، واحدة طويلة والأخرى صغيرة. بعد رقصتها مع العريس، تتخلى الفتاة عن الطرحة الثانية لتبدو مرتاحة في تحركاتها. أما لجهة الألوان، فيلفت البحيري إلى أن العروس السمراء تختار حالياً فستاناً "أوف وايت". أما العروس ذات البشرة البيضاء، فتختار الفستان الأبيض المرصع بالكريستال والستراس. يوضح البحيري أنّه بسبب الأحداث التي تشهدها مصر حالياً، فإن غالبية الأعراس صارت تقام في الصباح بسبب حظر التجول الليلي. لذا، تحوّل فستان الزفاف إلى اللون الزهري ومشتقاته. ويؤكّد البحيري بأنّ دول البحر المتوسط يجمعها فستان زفاف موحّد يختلف عن الفستان الخليجي في بعض التعديلات.


الأوروبي هو الطاغي
تلفت مصممة الأزياء الإماراتية المعروفة منى المنصوري إلى أنّ فستان الزفاف الاماراتي يحوي الكثير من التفاصيل، وأهمها غناه بالكريستال كأنه فستان بعشرة فساتين وأكمامه طويلة. توضح المنصوري التي تطرح كل فترة باقة من فساتين الزفاف، أنّ ثوب الزفاف العربي (الاماراتي) لم يكن حكراً على الأبيض في السابق. فقد كان يتوافر باللون الأحمر والألوان القوية. أما اليوم، فقد أصبح فستان الزفاف الأوروبي هو الطاغي مع بعض التغييرات أو التعديلات التي تناسب الثوب العربي. كما هناك طلب على فستان الزفاف العربي مثل "الجلابية" القديمة مع الدانتيل والشواروفسكي، أو فستان على الطريقة القديمة، لكنّ المواد المستخدمة فيه تواكب الموضة. تشير المنصوري إلى أن الجيل الجديد من العرائس يميل إلى فستان الزفاف الراقي والفخم الشبيه بالذوق اللبناني.