يأخذ التعاطي مع الوزن الزائد في مجتمعاتنا، وخصوصاً بين السيدات، طابعاً جماليّاً. المظهر الخارجي أمر مهم للمرأة العصريّة، لكنّ أزمة البدانة أكثر من مشكلة جماليّة... إنّها مشكلة تهدد حياتك.


"تصنّف "منظمة الصحة العالمية" السمنة بأنّها مرض. والسبب أنّ الأوزان الزائدة تسبب الكثير من الأزمات وخصوصاً للشرايين والقلب"، يشرح طبيب  الصحة العامة غيث مرتضى. "يزيد ضغط الدم بشكل ملحوظ مع زيادة الوزن، ويكون ضغط الدم مرتفعاً أكثر بثلاث مرات عند البدناء منه عند ذوي  الوزن السليم" يقول. ويكون خطر انسداد الشرايين أكبر بكثير عند البدناء لأنّ نسبة الدهون العالية تحفّز على تكديس الكوليستيرول على أغشية الأوردة. وبالتالي، يزداد مع السمنة خطر الإصابة بالجلطات.


إلى جانب الخطر على القلب والشرايين، يشكّل الوزن الزائد عبئاً كبيراً على الهيكل العظمي، والمفاصل. "يمكن للسمنة أن تؤدي إلى خلل دائم على صعيد مفاصل الكتفين، والركبتين، إضافة إلى أثرها السلبي على العامود الفقري"، يشرح الطبيب.


المشكلة الأبرز والأكثر تأثيراً على حياة البدناء على المدى القصير، هي ظهور خلل في الجهاز التنفسي، يتمثل في انقطاع النفس أثناء النوم. ويحدث هذا العارض المعروف بالـ apnea في الليل، ويطرأ على شكل انقطاع موقت للنفس لمدة عشر ثوانٍ متواصلة، قبل أن يستيقظ المريض شاعراً بالاختناق. "لو تكرر هذا العارض أكثر من مرة، يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة، منها التعب الدائم، وفقدان الذاكرة، واضطراب إيقاع القلب" يشرح الطبيب.


ومن أكثر الأمراض ارتباطاً بالوزن الزائد، يبقى السكري أكثرها تأثيراً على اختلال نوعية حياة المريض. "ينتج السكري من النوع الثاني عن اختلال هرموني تكون البدانة أحد أبرز مسبباته"، يشرح الطبيب. "من دون الحمية والرياضة، يصير منسوب الأنسولين في الجسم مرتفعاً جداً، ما يزيد الرغبة في التهام السكريات والنشويات، ويدخل المريض في حلقة مفرغة".


وإن كان تأثير البدانة مباشراً على الجهاز التنفسي وعلى القلب، فإنّ تأثيرها على المدى الطويل يكون كارثياً. ويدرك الطب الحديث أنّ أوّل أسباب السرطان هي السمنة، إضافةً إلى تسبيبها العقم.


المشاكل الجسدية التي تسببها البدانة، يضاف إليها مشاكل اجتماعية ونفسيّة، إذ تسبب باختلال علاقة المريض بمحيطه، ما قد يؤدي إلى إصابته بالإكتئاب.


في الخلاصة، تسبب السمنة سنوياً وفاة مئات ملايين الأشخاص حول العالم. لهذا يبدو تصنيفها بالمرض أمراً منطقياً... المشكلة أنّها ليست مرضاً فحسب، بل مسبب أساسي في مجموعة أمراض قاتلة. الحل الوحيد هو العلاج الجدي: إن كنت تعانين من وزن زائد، زوري طبيبك في أسرع وقت. المهم أن تدركي أنَّ علاج السمنة لا يتمّ بين ليلة وضحاها، بل يتطلّب الصبر، ويحتاج إلى وقت طويل ومجهود متكامل بين رياضة وحمية ومتابعة متواصلة مع أطباء القلب والسكري.

 

للمزيد:

الليمون صديق الكبد والشرايين

الجلوس الديناميكي يُبعد آلام الظهر

المسؤول عن السل.. أنزيم

صور: استعدي للشاطئ


فيديو: نقوش حناء تزين يديكِ