فنّانو سوريا لم يقصدوا الإساءة

أثار البيان الذي وقعه عدد من الفنانين السوريين بعنوان "نداء لأجل أطفال درعا" وناشدوا فيه الحكومة السورية برفع الحصار عن درعا، استياءً لدى بعض الفنانين والمثقفين الآخرين. مما دفع هؤلاء إلى شن هجوم لاذع في بيان وقّعه أكثر من 160 فناناً ومثقفاً وإعلامياً.
ومساء أمس، أطل على التلفزيون السوري بعض الذين وقّعوا على "نداء لأجل أطفال درعا" وهم منى واصف، و كندة علوش، والمخرجة رشا شربتجي، ويارا صبري وزوجها الممثل والمخرج ماهر صليبي لشرح وجهة نظرهم إزاء البيان والأحداث التي تجري في سوريا. وأكدوا بأنّهم لم يقصدوا الإساءة إلى الجيش الذي يعتبر الرمز الذي يحمي الوطن والمواطنين، معتبرين بأنّ بيانهم كان همزة وصل إنسانية، وليس لتخوين أحد.

من جهتها، قالت منى واصف إنّها جاءت كي تدافع عن وطنيتها بعدما شكك فيها البعض، مشيرةً إلى أنّ زوجها كان ضابطاً في الجيش، فكيف لها أن تسيء له؟.
وقدمت الممثلة السورية اعتذارها على الهواء بسبب موقفها الذي فُهم خطأً وفق ما صرّحت.

وأضاف الفنانون أنّ غايتهم ككل السوريين إعادة الأمن والاستقرار إلى البلد والالتفاف حول الرئيس بشار الأسد الذي نادى أولاً بالإصلاح والتطوير.

وكان هؤلاء قد أصدورا بياناً تلقت "أنا زهرة" نسخةً عنه ردوا فيه على كل الاتهامات والشكوك. وجاء فيه: "نحن الفنانين السوريين الموقعين على البيان المعروف بنداء لأجل أطفال درعا، نستنكر حملة التحريض والتجييش الإعلامي والتخوين والأذى الذي تتعرض له بلادنا. وفي الوقت عينه، نرفض استغلال مشاعرنا وحضورنا الجماهيري للنيل من وطننا وشعبنا الأبي وقائدنا وجيشنا الباسل الذي يقوم بدوره الوطني في حماية أمن الشعب والتراب الوطني والسلام العام. وإننا لم نكن يوماً إلا في صلب النسيج الوطني لشعبنا العظيم، مجددين دعمنا لمسيرة الإصلاح الوطني التي بدأها سيادة الرئيس بشار الأسد. ونعلم أنّ الإصلاح لا يتم بين ليلة وأخرى، وكلنا إيمان بأنّ بلدنا يمضي واثقاً إلى مستقبله المشرق بعد هذه الأزمة المؤلمة.

كما نستنكر أعمال القتل والترويع وقطع الطرق والتمثيل بالشهداء، واثقين بأنّ شعبنا العظيم بوحدته وتماسكه الوطني سيتجاوز هذه المحنة لتخرج سوريا الحبيبة منيعة قوية حرة، وسنكون دوماً في مواجهة أي خطة تستهدفها بكل ما تمثل من قيم وأصالة وحضارة، وإنّ التطورات المتسارعة والمؤلمة التي مرت بها بلادنا، تدفعنا لأن نوضح أنّ هدفنا من توقيعنا على النداء الخاص بأطفال درعا لم يكن القصد منه الإساءة لجيشنا الوطني الباسل.

ونعلن أنّ توقيعنا على النداء المذكور لم يهدف إلى النيل من سمعة وطننا وجيشنا الأبي، خاصةً بعدما تأكد لنا أنّ الحال في مدينة درعا العزيزة لم تكن كما وصفت من قبل الوسائل الإعلامية في التحريض السافر على بلادنا الغالية".