تتمتع الكثير من السيدات بقوة الشخصية, خصوصاً إذا بلغن مرحلة الاستقلالية المادية أو العاطفية. وتتضح قوة المرأة في طريقتها في التعامل مع الجنس الآخر، وثقتها الكاملة بآرائها وأفكارها. استطلعنا آراء الرجل حول انجذابه لهذا النوع من السيدات, فاختلفت الآراء. وتبقى الأنثى دوماً الأقوى بأنوثتها!


الأنوثة والعقل
يرى الكاتب محمد جمال أنّ قوة شخصية المرأة أمر جميل إذا عرفت كيفية توظيفها. فمن المهم أن يتمتع الرجل والمرأة بشخصية قوية في مواقف معينة، قد ترتبط بالحزم في العمل أو العلاقات الاجتماعية وأحياناً في البيت مع الشريك أو الأبناء. لكن في المقابل، الجميع مُطالب بأن يكون طيِّعاً ليِّناً متسامحاً، بل مُضحياً ومتنازلاً في مواقف أخرى. ويضيف: "لا أجد علاقة أبداً بين الأنوثة أو حتى الرجولة، وقوة الشخصية. الرابط قد يكون بين الأنوثة والعقل أو الرجولة والعاطفة. وفي جميع الأحوال، يجب الإشارة إلى أنّ الاستبداد والبطش والكذب ليست من خصال الشخصية القوية، كما أنّ التنازل والتعاطف والتسامح ليست مؤشراً إلى ضعف الشخصية". ويكره بدر الفهد المرأة الضعيفة، بل يرى أنّ قوة الشخصية تزيد من أنوثة المرأة.


عن ألف رجَّال
من جهته، يقول ماجد إبراهيم إنّ "ثقافة المجتمع الذكوري والوعي الجمعي الذي ينظر إلى المرأة كتابع في كل شؤون حياتها، يعتبران أيّ امرأة قوية الشخصية ناقصة الأنوثة". ويضيف أنّه إذا قامت المرأة قوية الشخصية بفرض احترامها، فإن أقصى ما يكرِّمها به المجتمع هو وصفها بأنّها "عن ألف رجَّال". وأعتبر أنّ هذا الوصف انتقاص من المرأة وليس تكريماً لها لأنّه يسرب إلى اللاوعي بأنَّها ناقصة في الأساس، ولا يكتمل حضورها وتأثيرها الإنساني إلا عندما توازي "ألف رجل". فهل الرجل الواحد بمقاييسهم إذاً يساوي في أسوأ حالاته "ألف امرأة؟" ليس ثمَّة إجابة في هكذا مجتمع للأسف!".


الشخصية المتزنة
أما عبد الله عون فيرى أنّ الفتاة خلقت لكي تكون ناعمة, وبكل تأكيد، فإنّ قوة الشخصية تفقدها الكثير من أنوثتها, لكن هناك أمور يجب أن تكون فيها المرأة قوية خصوصاً في عملها وأمام الآخرين كي يكون لها اسم وسمعة. ويضيف: "قد تختلف مشاعر الرجال تجاه الفتيات اللواتي يتمتعن بقوة شخصية. أنا شخصياً، تعجبني المرأة ذات الشخصية المتزنة المعتدلة في تصرفاتها أي لا تكون قوية ولا هادئة إلى درجة السذاجة. فالاتزان هو الشيء الجميل الذي يضمن لها احتراماً من الجميع".


توأمة الأنوثة والقوة
بالنسبة إلى المهندس هاني أبو الجدايل، فالأنوثة وقوة الشخصية تكملان بعضهما, فالأنوثة أساس جمال المرأة ومكمن قوتها وقدرتها على انتزاع أي قوة أو سلطة ذكورية. وقوة الشخصية صفة ضرورية للجنسين، وخصوصاً للمرأة التي تتعرّض للكثير من الضغوط في حياتها اليومية، وتحتاج إلى أن تستند إلى قوة تساعدها في الصمود والمواجهة، وليست تلك القوة سوى شخصيتها.

قوة تعني خشونة؟
ويوضح الشاعر محمد بالبيد عن معنى القوة قائلاً: "قوة الشخصية لا ترتبط بجنس الإنسان بشكل مباشر. للأسف، يظن البعض وخصوصاً في المجتمعات الشرقية بأنّ قوة الشخصية تعني الخشونة في التعامل وفرض الرأي وتجنب الاستشارة وغيرها من الأوصاف الخاطئة. ويحضرني هنا بيتين ليزيد بن معاوية عن الاستبداد: ليت هندا أنجزتنا ما تعد/ وشفت أنفسنا مما تجد/ واستبدت مرةً واحدةً/ إنما العاجز من لا يستبد. ارتبط الاستبداد هنا بالقوة وأصبح نقيضاً للعجز، والعاقل يدرك بأن هذه المعلومة غير حقيقية، لكنّ العبارة قيلت مجازاً فقط. كما أن البعض قد يظن أن الحياء يدل على ضعف الشخصية. وفي الواقع، العكس هو الصحيح. أما بالنسبة إلى المرأة تحديداً، فإنّ أنوثتها جزء مكمل لشخصيتها".