فراشة تؤمن كثيراً بالكلمة وقدرتها على إيصال المشاعر. تقول إنّ الأدب والإعلام حلقتان متداخلتان، وأنّها ما زالت في بداية المشوار. "أنا زهرة" التقت الكاتبة اللبنانية هنادي عباس في مناسبة إصدار كتابها الجديد "صهيل فرسي":


كيف كانت بداياتك الأدبية؟
منذ صغري، أحببت الأدب والكتابة والمطالعة. قمت برثي جدي في سنّ التاسعة حتى أبكيت الحضور بسبب قوة التعبير التي تمتعت بها. منذ ذاك اليوم، ولد عندي إحساس بأن الكتابة جزء لا يتجزأ من حياتي. لقد كنت أدّخر مصروفي الخاص لشراء مجلد نزار القباني على أقساط خفيةً عن أهلي. ثم تابعت دراستي وواصلت التعمق عندما درست اللغة العربية، وألحقتها بإدارة الأعمال. وقمت بعدها بنشر المقالات الفكرية والأدبية والاجتماعية في غالبية المنابر من صحفٍ وإذاعات.


أطلقت كتابين "المرأة والحرية". والآن أنتِ في صدد توقيع كتاب "صهيل فرسي"، أين تجدين نفسك أكثر؟
الكتابان يتميزان بخطين مختلفين تماماً. "المرأة والحرية" عبارة عن سردٍ وتحليلٍ لقضايا المرأة، وكل امرأة ستجد نفسها به بالتأكيد. أما "صهيل فرسي" فهو محاكاة وترجمة لمشاعر أتشاركها مع القراء.


- ماذا عن الكتب الأخرى؟
هناك "بصمة هوى" و"طغيان أنثى" قيد الطباعة. وأنا أحب أن أعطي كل كتاب حقه. ولذلك أتريث في الإطلاق حتى ولو كانت الكتب كاملة.


كيف أثرت تجربتك الإعلامية في عملك الأدبي؟
أعتبر التجربتين الإعلامية والأدبية حلقةً واحدةً متداخلة لأنّه لا يمكنك أن تجيدي الإعلام من دون معرفة أصول اللغة. لذلك، فالكتابة والإعلام وجهان لعملةٍ واحدةٍ. لكن صدقاً أعتبر تجربتي الإعلامية مكملةً للتجربة الأدبية لأنني أعتبر الكتابة الأساس.


أخبرينا عن مسيرتك الإعلامية؟
تلفزيونياً، عملت في قناة "ال. بي. سي" كما عملت في صحيفة "الشاشة العربية". وحالياً لدي مكتبي الإعلامي الذي أتعاون فيه مع جهات مختلفة موزعة بين لبنان والسعودية.


ما هي قضيتك الأولى التي تطرحينها في كتاباتك؟
رحم الله امرئ عرف قدر نفسه. لا بد من الالتزام بالضوابط وعدم تخطّي الخطوط الحمراء. قضيتي الأولى هي البحث عن العدالة في القلم ثم المرأة التي لطالما شغلت اهتمامي كإنسان. لكنّني هنا لا أدعو إلى المساواة بينها وبين الرجل، فلكل جنس خصائصه لكنني أدعو إلى التقاسم حتى يأخذ كل منهما حقه ودوره الصحيح الفعال.


في أحد لقاءاتك، قلت "حجابي خط أحمر"، هل تعتقدين أنّ الحجاب لا يعكس نسبة التدين في وجهة نظر البعض؟
لقد عرضت عليّ العديد من الوظائف في قنوات كبرى شرط خلع الحجاب. هناك فرق حقيقي بين المعتقدات الشخصية والمساومة (التنازل). أنا لا أسمح لنفسي أن أقيّم أحداً على حجابه، لكنني في المقابل أرى أنّ حجابي "خط أحمر" ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.


في ما يخص قصائد الحب، هناك دوماً نظرية تقول بأنّه على الشاعرة أو الشاعر أن يكون في حالة حب كي يستطيع الكتابة عن هذه الأحاسيس، ما رأيك؟
لا يمكن لأي شخص أن يكتب عن الحب إلا عندما يحبّ. ولا تنحصر هذه الأحاسيس في العلاقة بين الرجل والمرأة فقط. هناك أيضاً حبّ القلم والحياة. كلمة شاعر مقتبسة من المشاعر المغذية للروح الإنسانية. لقد كتبت شعراً أتخيل فيه حب ابني لامرأة ما.


كيف أثر دورك كزوجة وأم في كتاباتك؟
زوجي كان داعماً أساسياً في انطلاقتي الأدبية والإعلامية. وهو زوج متفهم ومؤيد لي إلى أبعد الحدود. ويحب أن تظهر الصورة الحقيقية لكل امرأة لكن بالطبع ضمن حدود وإطارات معينة.


أخبرينا عن شعرائك المفضلين؟
نزار قباني أولاً، ثم عبد العزيز خوجة، والراحل غازي القصيبي.


لكن نزار قباني يعتبر من الكتّاب الذين كسروا الخطوط الحمراء التي تحترمينها؟
صحيح. لكنك عندما تنظرين إلى لوحةٍ جميلةٍ، ستلهمك لكنك لن ترسميها مرةً أخرى. ولذلك، فإن شعر نزار قباني يلهمني. في المقابل، فإن نزار رجل، وأنا امرأة. لذلك فالغزل من امرأة لرجلٍ مختلف تماماً. يمكنك تجسيد المرأة بجمالٍ مثير بينما التغزّل بالرجل يأتي عبر وصف المشاعر الجياشة.


في الختام، هنالك الكثير من الفتيات اللواتي يحببن الكتابة الشعرية التي تبقى حبيسة الأدراج، ماذا تقولين لهن؟
أدعو كل امرأة ملهمة وشاعرة أن تفتح الحجب عن أعين كتابتها وتطلقها إلى الضوء لأنّ روائع العالم الأدبي لا تنتهي. وكما قلت في كتاب "المرأة والحرية": لا تنتظري أحداً أن يُعطيكِ حقك، فالحق يؤخذ ولا يعطى.