قد نحمل لون عيون أمهاتنا، وقامة آبائنا، وشكل وجه جدّاتنا، ورخامة صوت أجدادنا... لكنّ العوامل الوراثية تحمّلنا أيضاً أكثر من ذلك بكثير: بعض الأمراض. حين نذهب لزيارة الطبيب، يكون السؤال الطبيعي عادةً: هل أحد أفراد عائلتك مصاب بالسكري، هل أحد أفراد عائلتك مصاب بالضغط، وهكذا... "أنا زهرة" يجول معك اليوم على بعض الأمراض التي قد تنتقل وراثياً، لكن يمكن تفاديها بالوقاية ونمط الحياة الصحي.
الوزن الزائد
جميعنا نعرف المعادلة: إن كانت والدتك وخالاتك أو عماتك يعانين من وزن زائد، فهذا يحتّم عليك نمط حياة خاصاً كي تحافظي على وزنك أنت. بعض العوامل الوراثية تجعل من بعضنا قابلين لاكتساب الوزن أكثر من غيرهم. إن كان أهلنا من ذوي الوزن الزائد، فهذا يعني أن مخاطر إصابتنا بمرض السمنة ترتفع إلى 40 في المئة! وهذه ليست نسبة قليلة. لكن يمكن تفادي ذلك من خلال الوقاية. صحيح أنّ الحصول على جسد كايت موس سيكون مستحيلاً، لكن على الأقل يمكن الحفاظ على وزن صحي يقيك من الأمراض والمضاعفات مع العمر. مع العلم أنّ الحمية الوحيدة التي تعطي نتائج مضمونة على المدى الطويل، هي نمط غذائي سليم ومتوازن ينوِّع الوجبات، من دون هَوَس قاتل بتجويع أنفسنا. راقبي العادات العائلية، واتّعظي منها. إن كانت عادتكم في العائلة مثلاً أن تمضوا عطلة نهاية الأسبوع أمام التلفزيون، من الأفضل أن تعيدي النظر في هذا التقليد. وإن كان من تقاليد عائلتك أن تستهلك الكثير من المأكولات الجاهزة، من الأفضل أن تحاولي العودة إلى المطبخ.
السرطان
بين 5 و10 في المئة من الأورام الخبيثة مرتبط بمسببات وراثية. إن كان بعض أفراد عائلتك قد عانى من أورام سرطانية، من الأفضل أن تجعلي من الفحوص الدورية موعداً ثابتاً في أجندتك السنوية. وتعدّ المرأة أكثر المعنيين بهذا الأمر، خصوصاً أنَّ سرطان الثدي وسرطان المبيض عادةً ما يكون مرتبطاً بعوامل وراثيّة. هناك سرطان القولون أيضاً المرتبط غالباً بجينات تحمل الاستعداد لتطويره. مع تطوّر العلم والطب اليوم، صار يمكن الكشف عن الكثير من الأورام قبل تطورها... وكما نعلم فإنّ الكشف المبكر هو الحلّ الوحيد للعلاج الناجح من هذا المرض.
الدوالي
يعود ظهور الدوالي في أقدام النساء إلى اضطرابات في الشرايين. وإن كانت والدتك تعاني منها، فهذا يعني أنّ احتمال إصابتك بها ستصل إلى 60 في المئة. لكن كي لا تصلي إلى مرحلة معقدة جداً يصعب فيها التعامل مع المرض، يجب أن تتفادي العوامل المحفِّزة: الضغط المرتفع، الجلوس الدائم، والحرارة المرتفعة. وحدها الحركة الدائمة تمنع الدم من التكتّل في شرايين أقدامك. يمكنك في هذا الإطار أن تمارسي السباحة، أو ركوب الدراجة. يمكنك أيضاً زيارة الطبيب من فترة إلى أخرى لتفقّد صحة شرايينك. معالجة الدوالي الأولى يمنع تمدُّدها.
أمراض القلب
إن كانت الجلطات حادثاً شائعاً بين أقاربك، فهذا يعني أنَّك قد تكونين ممن يعانون من هشاشة الشرايين. هنا، يجدر بك اتباع نمط حياة صحي، لكي تتفادي حوادث من هذا النوع. ابتعدي عن الدهون والأملاح، وراقبي ضغط دمك.
إن كان أحد والديك مصاباً بالسكري...
الحركة هي الحل الأمثل والأنسب لهذه الأزمة. السكري من أكثر الأمراض التي تنتقل وراثياً. وإن كان السكري من النوع 1 وهو الذي يظهر في الطفولة صعب التفادي، يمكن في المقابل الوقاية من السكري من النوع 2. الحركة مهمة لأنّها تنشِّط إيقاع الأيض، وتمنع تراكم مخزون السكر في الدم.