على خلفية الأحداث التي تشهدها سوريا، عبر بعض الفنانين عن رأيهم إزاء ما يجري من خلال صفحاتهم الخاصة على "فايسبوك"، مفضلين عدم إصدار أي بيان قد يفُهم رأيهم فيه خطأً كما حصل في بداية الأحداث عندما أصدرت مجموعة من الفنانين بياناً حمل عنوان "تحت سقف الوطن". وقوبل وقتها البيان برفض كبير من جهات عديدة أولها نقابة الفنانين. لذلك لجأ بعض الفنانين إلى هذه الطريقة، فراحوا يكتبون آراءهم ودعواتهم.


ومن بين هؤلاء فراس إبراهيم الذي غصت صفحته بالتعليقات التي كان يكتبها يومياً. ومن بين ما كتب الممثل السوري: "الفوضى خط أحمر. التخريب خط أحمر. الرصاص خط أحمر. القتل على الهوية خط أحمر. الحيادية الآن خط أحمر. سوريا خط أحمر". ودعا السوريين إلى عدم الانجرار وراء الفتنة الطائفية والحفاظ على أمن البلد وعدم تخريبه.
ورداً على قوائم العار واللوائح السوداء التي أنشئت ضد بعض الفنانين السوريين، أشار فراس في أحد تعليقاته إلى أنّ العار كلمة ارتبطت في الذاكرة الأخلاقية والثقافية والإنسانية بالأشخاص الذين يخونون الوطن ويخرّبونه. وأكد بأنّها ارتبطت بعديمي الشرف والأخلاق والانتماء لأهلهم وناسهم وبلدهم. لكن أن تلصق هذه الكلمة بمعظم الفنانين الذين خرجوا ينادون بالسلام والمحبة والأمان لبلدهم الساحر سوريا، فالكلمة أصبحت إكليل غار على جبين هؤلاء الفنانين الشجعان الذين لم يأبهوا إلا بما تمليه عليهم ضمائرهم في هذه اللحظة التاريخية الحاسمة.


أما الممثلة جيهان عبد العظيم، فكتبت على صفحتها باللغة العامية "قالوا ليش رافعة راسك؟ وليش عيونك قوية؟ قلت: العفو كلنا بشر بس هاد طبع البنات السورية. قالوا حقك ضايع... طلعي ونادي حرية. قلت: جدودي أحرار وقدموا دمهم للوطن هدية. قالوا: تفرجي شو صار قتيل وجريح وضحية!!! قلت: بيرحمهم الله الجبار ودمهم برقبتكم خطية. شعبنا كلو أحرار دروز وإسلام ومسيحية وعلوية. وحامينا رب الأقدار خالق كل البرية. نحنا سيوفك يا بشار الحامي الأرض السورية".
من جهتها، شبّهت شكران مرتجى سوريا بالأم، وكتبت على صفحتها: "أمي لا تخافي. أمي لا تجزعي. أبناؤك في كل مكان سياج منيع. لطالما كانت ضفائرك سياجنا المنيعة. أمي سوريا" .


كما وجهت شكران رسالة عبر "فايسبوك" جاء فيها: "إلى كل أصدقائي وزملائي من المثقفين والفنانين: قد نختلف على أشياء كثيرة لكنني متأكدة بأننا نتفق على شيء واحد هو حبّ سوريا، وخوفنا على أهلها وشبابها. كلنا حزينون على شهدائنا، لكننا في الوقت نفسه فخورون. سامحوني لو تكلمت بقلبي وعقلي معاً لأنهما لا ينفصلان ولكن أرجوكم وأدعوكم بكل محبة أن تكون صفحاتنا منبراً للدعوة إلى الحب والتسامح ودرء الفتنة، وتخطي هذه المرحلة الصعبة من تاريخ وطننا، دمتم ودامت بلادنا".


كما حذرت شكران بأنّها ستحذف أي شخص يقوم ببعث رسالة أو تعليق يدعو إلى الطائفية أو الفتنة. وتمنت أن تكون الصفحات الإلكترونية مخصّصة للدعوة إلى المحبة والتماسك والتفاؤل والتسامح.


بدوره، كتب الفنان نضال سيجري العديد من التعليقات التي تدعو إلى درء الفتنة الطائفية والحفاظ على أمن البلد واستقراره. ومن بين تعليقاته: "أنا مرتبك ومحتار من بعض أصدقائي الحميمين، المثقفين والإعلاميين. كيف يحرضّون الشارع ليغوص في الغضب بدل تهدئة النفوس، والسعي لإيقاف إراقة الدم السوري. كلنا لدينا ملاحظات لكن اليوم لا يليق بنا الثأر من الوطن الصغير. أغلبكم يا أصدقائي الحميمين متورط في الفساد بقصد أو بغير قصد. لا ترجموا الوطن بحجارتكم أرجوكم". كما وجه رسالة إلى السوريين معبّراً فيها عن شعوره إزاء ما يجري وجاء فيها: "يا أولاد أمي. أيها السوريون. بماذا تشعرون الآن؟ سأعترف لكم ما هو شعوري في هذه اللحظة. أشعر بأني قطعة كعك لذيذة جداً وأتلاشى في بطون لا أعرفها. كثيرون يقّطعون أوصالي وهم يقومون بغناء أغاني عيد الميلاد".


يشار إلى أنّ هناك عدداً من الفنانين انُتحلت شخصياتهم عبر "فايسبوك" ومن بينهم جمال سليمان الذي أعلن مؤخراً أنّه لا يمتلك حساباً على الموقع بعد ظهور أكثر من حساب يحمل اسمه ويتواصل مع الجمهور حاملاً صفته ويبث الفتنة بين السوريين في هذه الأوقات الحرجة. وأكد بأنّه سيتعامل مع هذا الشخص بالطرق القانونية كي يصبح عبرة لكل مَن يفكر في انتحال شخصية فنان في المستقبل. كما انتحل "هاكرز" شخصيتي باسم ياخور وعابد فهد، وراحوا يدعون الناس إلى التظاهر عبر "فايسبوك"، وإثارة الفتن.

 


المزيد:
فنانون لأجل سوريا
فنانو سوريا: الولاء للوطن