حين تتحول الفتاة الصغيرة إلى امرأة، ترتبك الأم أكثر من الإبنة. نمو الثديين، ظهور الشعر في أماكن مختلفة من الجسم، والكثير من الإضطرابات المرتبطة بالتغيرات الهرمونية، تضع الفتاة أمام تحديات جسدها الجديد، وتضع الأم أمام تحدي جعل ابنتها تعبر تلك المرحلة بأقل خسائر نفسيّة ممكنة. كيف تؤمنين انتقالاً هادئاً لإبنتك من عالم الطفولة إلى عالم الأنوثة بشكل صحي؟


بالدرجة الأولى، عليك تعليمها اكتساب عادات جديدة، يجدر أن ترافق كل امرأة للوقاية من الأمراض والفيروسات الخطيرة.


"إلى جانب التحولات الظاهرة على جسد الشابة بعد البلوغ، تطال التغيرات أيضاً حياتها الحميمة، خصوصاً مع ظهور إفرازات مهبلية لم تكن الطفلة قد عرفتها من قبل" تشرح الطبيبة النسائية كارول صالح. "الهرمونات النسائية أي الأوستروجين والبروجيستيرون، تحفز الكثير من التحولات التي قد تربك المراهقة، غير المعتادة على جسمها الجديد". بالنسبة للإفرازات الطبيعية، يمكن للغسيل اليومي الإعتيادي أن يحلّ الأزمة. لكن إن كانت هذه الإفرازات كثيفة بشكل تسبب إزعاجاً حقيقياً للشابة، يجدر بوالدتها اصطحابها إلى الطبيب النسائي. 

عادةً لا تزور الفتيات الطبيب النسائي إلا بعد الزواج... "هذا خطأ لأن الكثير من الفتيات الشابات قد يعانين من اضطربات يجدر علاجها بسرعة لتفادي المشاكل المستقبليّة".


إلى جانب الحفاظ على النظافة الشخصية، تعاني المراهقة إجمالاً من آلام حادة خصوصاً في فترة الحيض الأولى. يمكن أن تتحول حياة الأم والفتاة إلى جحيم، حين تكون تلك الآلام غير محمولة. هنا، لا يجب أن تغض الوالدة النظر عن ظهور آلام حادة. غالباً ما تكون تلك الآلام طبيبعة، وتختفي بشكل تدريجي بعد سن الـ 16. "لكن في أحيان أخرى، تكون الآلام الحادة ناتجةً عن خلل ما في تكوين الرحم، أو تكيسات على المبيض، ويجدر حينها الحصول على استشارة الطبيب المختص" تقول الطبيبة.


لناحية استخدام الفوط الصحية، من الأفضل أن تدعي الاختيار لابنتك. دعيها تتسوق وتجرب حتى تستقر على رأي... دعيها تخطو خطواتها الأولى نحو الإستقلالية، والأهم أن تحاولي معاملتها كفتاة راشدة، وليس كطفلتك المدللة.


"الأهم هو الحفاظ على النظافة، خصوصاً أنّ المراهقة قد تكون معرضة للكثير من الفيروسات، في حمامات المدرسة، أو في الحمامات العامة. يجدر بها غسل نفسها يومياً لمرتين على الأقل أثناء الحيض، لمنع العدوى الفيروسية. كما يمكن استخدام المحارم المعقمة الخاصة بالتنظيف النسائي أثناء تواجدها خارج البيت أو في المدرسة، شرط أن لا تستخدم مساحيق مطهرة حادة تؤذي خلايا المهبل" تشرح الطبيبة.


الأهم أن تبقي الأم الحوار الصريح والمرح قائماً مع ابنتها. من الأفضل أن تأخذ النصائح منك حول حياتها الحميمة، عوضاً عن سماع معلومات ونصائح خاطئة من صديقاتها.