يبدو أنّه في عصر الثورات، صار يستحيل فصل الفن عن الواقع السياسي. حتى أنّه بات يُحكم على أي عمل فني انطلاقاً من دعمه للثورتين في مصر وتونس. واستكمالاً لحملة الهجوم والنقد التي شنتها مجموعة من الشباب التونسي الذين أثارت سخطهم هرولة عدد كبير من الفنانين للغناء لمصر وتناسي تونس، أعدّ هؤلاء قائمة سوداء بعنوان "حملة تونسية ضد الفنانين الذين تغنوا بثورة مصر ولم يكترثوا بتونس". أعضاء هذه الحملة صبّوا جام غضبهم على كل فنان تجاهل فضل تونس ومهرجاناتها، واكتفى بتقديم تحية لمصر. وبعدما طالت الحملة عدداً كبيراً من الفنانين ومنهم نجوى كرم، وكارول سماحة، ولطيفة التونسية، ها هي شظاياها تصيب "ستار أكاديمي8" ومديرة الأكاديمية رولا سعد. ويبدو أنّ هذه الأخيرة لا تحظى بأي شعبية في تونس. إذ اعتبرت الحملة أنّها تجاهلت ثورة الياسمين في البرايم الأول حين جاءت الافتتاحية مستوحاة من أجواء ما حصل في مصر وتونس، لكنّ سعد اكتفت بالتركيز على مصر وتجاهلت تونس. ووجّه لها عدد كبير من الناشطين على "فايسبوك" سؤالاً: "هل نسيت رولا سعد أنّ تونس محركة الثورات العربية؟ وهل تناست أنّه توجد مشتركتان تونسيتان في الموسم الثامن؟"


وكانت علامات استفهام كثيرة ارتسمت حول اللوحة التي قدمت في افتتاحية البرايم الأول. إذ ظهر حينها "البوليس القمعي" الذي تم عن طريقه التعريف بالطلاب الجدد، ولم تكن هذه الصورة من وحي الثورتين المباركتين، بل هي تكريس لصورة القمع أكثر منها لصورة الحرية والاستقلال والثورة على الأنظمة الجائرة.


من جهة أخرى، يبدو أنّ الحظ لم يسعف التونسية لمياء جمال للبقاء في الأكاديمية. إذ نالت أدنى نسبة في تصويت الجمهور بعدما حصلت على 9.15 %، بينما حصل المصري كريم كامل على أعلى نسبة أي 46.42 % مقابل 44.43 % لمحمّد رحمة من البحرين. فيما أنقذ تصويت الطلاّب محمّد بنسبة 10 أصوات مقابل 6 للمياء.


وكان الـ "بوب ستار" رامي عياش حلّ ضيفاً على البرايم وأطل بـ"لوك" شكل صدمة للمشاهدين. إذ لم يكن موفقاً به على عكس ما اعتاده الجمهور من عياش عند مشاركته في البرنامج. إذ كان يبهر الحضور باطلالته الجذابة. ولا يزال المشاهدون يذكرون مشاركته منذ سنتين حين أطلّ ببدلة بيضاء أنيقة وحذاء فضي. في حين أنّه لم يكن موفقاً في هذا الموسم حين وضع النظارات ذات العدسات المربعة التي بدا فيها قريب الشبه من الفنان يوري مرقدي.


أيضاً، شاركت المغنية صوفيا المريخ في البرايم. وبدت أنيقة وجميلة بإطلالتيها الأولى والثانية. وكذلك، كانت مقدمة البرنامج هيلدا خليفة متألقة بالفستان الأبيض في حين لا تزال ملابس المشتركات تتعرّض للنقد بسبب افتقارها إلى الذوق الرفيع. وقد لوحظ أنّ الفساتين تتكرر من المواسم السابقة. إذ يبدو أنّ الإدارة توفر في نفاقات الملابس، فترتدي الفتيات الفساتين التي ظهرت بها مشتركات المواسم السابقة.