هل تجدين صعوبة في ممارسة أي نشاط ذهني؟ هل أصبحت تنسين بعض التفاصيل اليومية، أو المهمات الضروريّة؟

 كلما تكاثرت هذه الأعراض، كلما كان يجب أن تسترعي انتباهك، وتثير قلقك.

"منذ ولادتنا، يبدأ الدماغ بفقدان خلاياه العصبيّة بشكل تدريجي. عند ولادتنا، تكون هذه الخلايا بمليارات الملايين، ثمّ يموت بعضها كلّ يوم. لكنّها لا تنشأ من جديد، بعكس خلايا الجسم الأخرى. من حسن حظنا أنّ دماغنا يحوي مليارات الخلايا الدقيقة التي قد تكفي الإنسان لمئة وعشرين سنة كاملة"، يشرح طبيب الدماغ والأعصاب عماد باقي.

حين تزداد متاعب الذاكرة، يصير من الضروري زيارة الطبيب، لمعرفة السبب. "قد لا تكون هذه المشاكل ناتجةً عن أسباب عضوية، بل عن توترات نفسيّة مثل الإرهاق والقلق والإكتئاب. هناك الكثير من العقاقير الطبية أيضاً التي قد تؤدي إلى فقدان الدماغ لقدراته، منها الأدوية المنوّمة، والأدوية المهدئة، والأدوية المضادة للحساسيّة"، يشرح الطبيب. 

"هناك أيضاً بعض التغيرات الهرمونية، أو نقص بعض الفيتامينات التي قد تؤدي إلى خلل في الذاكرة، إضافةً إلى ارتفاع ضغط الدم، كلّ هذه عوامل تؤثر على الذاكرة وعلى قدرات الإنسان الذهنية بشكل عام"، يضيف.

لهذا فإنّ المعركة مع تدهور قدراتنا الذهنية الحتمي، يجب أن تبدأ باكراً. فتنشيط الدماغ في الشباب، يساعده على البقاء في حالة صحو دائم، حتى مع التقدّم في العمر.

"انخفاض قدرات الذاكرة، يعني أن الدماغ ليس محفزاً بشكل كاف. الأعمال الروتينية تسبب كسلاً في الدماغ، وتدخل خلاياه في حالة سبات إن صحّ التعبير. في المقابل، يساعد التحفيز الذهني للدماغ وتنشيطه بشكل متواصل، على الحفاظ على الذاكرة. يمكن لألعاب مثل الكلمات المتقاطعة، أو لعب الورق، أو لعبة الشطرنج، وكل الألعاب الذهنية الأخرى، أن تكون بمثابة تمارين رياضية مفيدة جداً للدماغ".

لا يمكن تأجيل العمل على تحفيز الذاكرة، بل يجب أن يندرج ضمن يومياتنا. يقول طبيب الدماغ والأعصاب عماد باقي: "نصيحتي هي أنّ الدماغ يعمل أكثر ولفترة أطول، كلما شغلناه أكثر. لهذا فإنّ رياضة الدماغ ضرورية تماماً مثل رياضة العضلات".