لم تستطع المذيعة السعودية بنان البيك أن تخفي في حوارها مع "أنا زهرة"، العروض التي تلقتها من شركات الإنتاج المصرية لتجسيد أدوار درامية، إضافة إلى توقعات بعض النجوم العرب حول أدائها بعدما استضافتهم في أحد البرامج التي قدمتها على شاشة التلفزيون السعودي.
في ما يلي نص الحوار:

ما الذي يميز المذيعة السعودية برأيك؟
مع التطور الكبير الذي يشهده الإعلام السعودي، أصبحت الإعلامية السعودية مطلباً أساسياً في عملية التغيير والتطور إلى جانب الرجل. وهذا ما نراه في كل القطاعات التي دخلتها المرأة وأثبتت أنها قادرة على العطاء، والتميز والنجاح. وهذا ما تحقق أيضاً في مجال الإعلام المرئي الذي تميز بأسماء سجّلت بصمتها الخاصة، وتميزت بامتلاكها لغة الحوار ومعرفة أبجديات العمل الإعلامي، بالإضافة إلى تمتعها بالثقافة والمعرفة. لكن الساحة ما زالت تحتاج إلى مزيد من الأسماء التي تثبت نفسها. وأنا أحيّي كل مذيعة أو إعلامية سعودية خرجت لتسهم في مناقشة قضايا المجتمع أو لتقدم صورة مشرقة عن مجتمعها باختلاف التخصصات الإعلامية، وهي تحافظ على دينها وعاداتها وزيها الذي تفاخر به.

عندما نتحدث عن مشوارك المهني، ما أبرز محطة فيه؟ وما سلبياتها وإيجابياتها؟

العمل في سنّ صغيرة شكّل المحطة الأساسية التي بدأت فيها بتحقيق أحلامي. شاركت في برامج عدة مباشرة تنوعت بين الاجتماعي والثقافي والفني. وبدايتي كانت مع برنامج "المملكة هذا الصباح" منذ حوالي عشر سنوات. ولا أنسى المشاركة في برنامج "مكسرات" الذي أحدث تغييراً في نمطية البرامج المباشرة على التلفزيون السعودي، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من التغطيات التي شاركت فيها محلياً ودولياً. وقد أكسبتني هذه المحطات خبرة مهنية أحرص على تطويرها وصقلها بكل الإمكانيات التي تعزز عملي. أما السلبيات فكل عمل لا بد له من أن يشهد مشاكل وسلبيات. ولعلها الدافع الذي زادني إصراراً على النجاح وإثبات الذات. وهناك الكثير من الخطوات التي أنتظر إنجازها وكلي تفاؤل بما هو آت في المستقبل.


قدمت بعض البرامج الفنية، فما الذي أضافته إليك؟ وما الذي أضفته إليها؟
برنامج "لقاء النجوم" شكّل إحدى المحطات الجميلة التي لا أنساها بالأجواء الرائعة التي رافقت العمل، وكان تجربتي الأولى في البرامج الفنية، تخللتها لقاءات مع إعلاميين أمثال جورج قرداحي. أما في يخصّ الفنانين، فقد التقيت بنخبة من ألمع نجوم الوطن العربي أمثال حسن حسني، وأحمد بدير، وعباس النوري، وعبد الرحمن العقل، وحسين المنصور... خوض هذه النوعية من البرامج يعتبر تحدياً لأنّه إذا لم يمتلك المقدّم أدواته ويتقن فن الحوار ويحرّض الضيف على إخراج مكنوناته، سيبدو اللقاء ثقيلاً بعيداً عن المشاهد. وأحسب أنّني أجدت في البرنامج ولا أنسى تعليقات الإعجاب التي تلقيتها من بعض الفنانين، وخصوصاً أنّ بعض هؤلاء توقّعوا مذيعة ستحاورهم بأسلوب ضعيف وأسئلة مكررة. إلا أنهم فوجئوا بمستوى الحوار. وكانت تجربة علمتني الصبر لأننا كنا نضطر أحياناً لتصوير حلقتين في اليوم، ونجهز للقاء الثالث إن احتاج الأمر. وقد زادت التجربة من ثقتي بنفسي. وأنا قدمت برنامجاً يُعد أول برنامج حواري مع هذا العدد من نجوم الصف الأول. وقد عرض على شاشة القناة السعودية الأولى.


ألم تجعلك هذه البرامج تفكّرين في خوض تجربة التمثيل. وهل عُرضت عليك المشاركة في عمل درامي؟

لم أضع التمثيل في أجندتي على رغم أنّ الكثير من الأصدقاء يطلبون مني ألا أستبعد هذه الفكرة. لكنّي أؤمن بالتخصص وأحب المجال الذي اخترته، وأنوي تطوير عملي بما لا يتعارض مع عشقي للعمل الإعلامي وللكتابة والشعر وتقديم البرامج. لكن من يدري وخصوصاً أنّني تلقيت عروضاً عدة في مصر خلال مشاركتي في "مهرجان للإعلام العربي". لكني عارضت الفكرة منذ البداية لأني لم أشأ وقتها خوض هذا المجال.


لو ارتبط مصيرك المهني بنزع الحجاب، ماذا تقررين؟ وما أسباب هذا القرار؟
لا أتوقع أن يشكّل الحجاب حاجزاً أمام الإبداع أو التطور في العمل ولا أعتبر أن المصير المهني قد يتغير بوجود حجاب أو بغيابه. وكيف لنا أن نسأل وقد وصلت العالمتان المحجّبتان حياة سندي وخولة الكريع إلى درجات علمية متميزة. حتى على الجانب الإعلامي، فقد تميزت الإعلامية منى أبو سليمان وأصبحت سفيرة للنوايا الحسنة وهي محجّبة أيضاً.


أخيراً ما الذي يخيفك حول مستقبلك المهني؟
سأبقى بتفاؤلي المعهود الذي يعرفه كل المقرّبين منّي. لن أفكّر في السلبيات والمخاوف. فنحن من نصنع المستقبل. الإخلاص والجدية والالتزام بالهدف هي العوامل التي تحقّق النجاح. فلمَ أخاف وأنا أثق بالله تعالى، وأثق بما لدي، وأتمنى أن أبقى في عيون من يتابعونني الشخص القريب الذي يحبّون متابعته عبر الشاشة، فهم أيضاً عنصر أساسي يعزّز ثقتي ويزيل مخاوفي.