بين المدرسة، والواجبات المنزليّة، والتلفزيون، وألعاب الفيديو، واللقاءات مع الأصدقاء، يكون برنامج أطفالنا اليومي مشحوناً. نمط الحياة هذا، يمنع الطفل أحياناً من التقاط أنفاسه، ولا يحترم إيقاعه البيولوجي.


"كما نعلم، لكلّ كائن من الكائنات الحيّة إيقاع بيولوجي، سواء النبات أو الحيوان أو الإنسان. وهذا الإيقاع يسمح لجسمنا بتحقيق التوازن وتنظيم وظائفه، والتأقلم مع مختلف الأحداث التي تدور خلال النهار. ويسيطر الدماغ على هذا الإيقاع، ويقوم بتعديل الخلل عبر الهرمونات عادةً، أو عبر ردود الفعل الإدراكية والعصبيّة"، يشرح طبيب الأطفال عمر وهبي.


كيف يمكن لنا أن نتفادى الخلل في إيقاع أطفالنا البيولوجي؟ وكيف نحول دون وقوع طفلنا ضحية الإرهاق، مما يؤدي إلى خلل في قدرته على الإنتباه، والتركيز؟
للإجابة على هذا القلق المتزايد، حذر "المعهد الوطني للصحة والأبحاث الطبية" في فرنسا، من أوقات النوم المتقلبة، والواجبات الدراسيّة الكثيفة، وإهمال المشاكل النفسيّة التي يمر بها أطفالنا، وتجاهل إشارات التحذير التي قد يطلقونها مثل الصراخ الزائد أو الإنزواء المفاجىء.


"السبيل إلى احترام هذا الإيقاع هو أولاً الحرص على النوم السليم"، يقول الطبيب عمر وهبي. على سبيل المثال، يكون أخذ القيلولة أمراً ضرورياً بالنسبة للأطفال ممن هم دون السادسة. وبعد سنّ السادسة، لا يجب أن يقلّ معدل نوم الطفل عن عشر ساعات يومياً. الأهم من هذا كلّه أن تكون مواقيت النوم والإستيقاظ ثابتة، وأن لا تتغير من يوم إلى آخر"، يشرح.


من ناحية أخرى، يجب أن يكون يوم الطفل منظّماً. "أحياناً تكون ساعات الدراسة طويلة جداً، وهذا ما لا يفيد الطفل فعلاً، لأنّه يرهقه ويحدّ من قدرته على التركيز. مع العلم أن الدراسات أثبتت أن تركيز الطفل يكون في ذروته في الساعات المتأخرة من الصباح، وفي الساعات المتأخرة من بعد الظهر"، يشرح الطبيب. ولتفادي انشغال الطفل الدائم بالواجبات المدرسيّة، يجدر تعويده على تقسيم نهاره بين الرياضة والكومبيوتر والتسلية من دون إهمال الدراسة.


"إلى جانب النوم السليم، وتنظيم الوقت، يجدر بالأم أن تعوِّد أطفالها على نظام غذائي سليم، وإبعادهم قدر الإمكان عن الأطعمة الجاهزة، ومنعهم من الإفراط في تناول الحلويات"، يقول الطبيب.