ها هي ملكة جمال لبنان السابقة كريستينا صوايا تدخل عالمي الغناء والتمثيل دفعة واحدة من دون سابق إنذار. هي "المتعددة المواهب" كما وصفت نفسها، لكنها الحذرة في خياراتها الفنية والإعلامية حتى تحافظ على رصيدها لدى الناس. لذلك، تأنت كثيراً قبل الموافقة على دخول كواليس الدراما التلفزيونية اللبنانية، وتشارك في المسلسل الجديد "ذكرى" الذي كتبته الممثلة ريتا برصونا ويخرجه إيلي حبيب، ويشاركها البطولة الممثل اللبناني بيتر سمعان. ومن المتوقع عرضه في منتصف شهر أيار(مايو) المقبل على الفضائية اللبنانية LBC.


تحضيرات على قدم وساق و"خفقة" و"عجقة" على حد تعبير كريستينا في كواليس المسلسل. وقد واكبت كل تفاصيله لتقديم دورها على أكمل وجه. وفي هذا الإطار، تقول: "يناقش المسلسل مجموعة من القضايا الإجتماعية التي تهم المرأة اللبنانية تحديداً منها منح الجنسية لأبناء السيدة المتزوجة من أجنبي. وهذا ما نطالب به منذ زمن. وهو حق طبيعي لكل سيدة لبنانية بأن تعطي جنسيتها لأبنائها الذين يعيشون في وطنها. لكنهم للأسف يعيشون كضيوف فيه مع كل ما يترتب من معاناة يومية وقانونية، ومنها تجديد الإقامة السنوي وعدم قدرتهم على الدراسة في المدارس والجامعات الرسمية، ومنعهم من العمل وممارسة حياتهم بشكل طبيعي. من هنا أقدم في المسلسل شخصية هلا التي تتزوج من رجل أجنبي لكنه يتركها وهي حامل، ثم تتوالى الأحداث. وبالإضافة إلى هذه القضية، نناقش مسألة الزواج المدني وضرورة إقراره في لبنان. إذ يحق لكل إنسان أن يحب ويتزوج من دون أن يقيد بعادات معينة. وهذا بالطبع لا يعني أن يتنافى الزواج المدني مع نظيره الديني".


أما عن تجربة كريستينا التمثيلية، فتؤكد على سعادتها بها، وتتابع قائلة: "منذ عشر سنوات، انهالت عليّ العروض التمثيلية التي كنت أعتذر عنها دوماً لأسباب مختلفة، منها ما له علاقة بمهمتي كملكة جمال لبنان، ثم انغماسي في مشروعي الخاص بالمسنين وصولاً إلى تأسيس شركتي الخاصة، وأيضاً الزواج والإنجاب والتفرغ للتقديم التلفزيوني. لكن عندما قرأت نص مسلسل "ذكرى"، شعرت أنّه العمل المناسب في الوقت المناسب. إلا أن هذا لا يعني تكريسي كممثلة، لأنّ هذا العمل سيكون أشبه ببالون اختبار سيحسم لاحقاً مسألة استمراري في التمثيل من عدمه".


لكن قد يرى البعض أن كريستينا تشتت المشاهد بمواهبها المتعددة، فهي ملكة جمال وسيدة مجتمع وأيضاً مقدمة برامج تلفزيونية. وها هي اليوم تطرح نفسها كممثلة ومغنية. وتعلّق كريستينا على هذا قائلة: "أن يمتلك الإنسان الكثير من المواهب لا يعني بأنه يفتقر إلى هوية تميزه عن غيره. بل يستطيع من خلال تلك المواهب أن يخلق صورة خاصة به مختلفة عن كل ما هو سائد!".


إلا أن المفاجأة الكبرى كانت دخول كريستينا عالم الغناء بعدما سربت أخبار عن نيتها تسجيل أولى أغنياتها في القريب العاجل. وهذا ما أكدته قائلة: "نعم، لقد قررت دخول عالم الغناء بعد استحسان الناس لأدائي الصوتي في برنامج "ديو المشاهير". من هنا، جاء اختياري لأغنية ذات رسالة اجتماعية وبعيدة عن الطابع التجاري".


قررت كريستينا أن يكون عملها الغنائي الأول للمسنين، الذين جعلتهم رسالتها منذ انتخابها ملكة جمال لبنان، من دون أن يتوقف نشاطها الداعم لهم، وكانت أهم نتائجه تأسيس "بيتنا" بالتعاون مع جمعية الإسعاف والخدمات الأهلية. "حلمت من خلال هذا البيت أن ألغي فكرة مأوى العجزة المترسخة في أذهان الناس عن دور المسنين. أردته بيتاً مريحاً وحميمياً لأشخاص أفنوا حياتهم من أجل أبنائهم. لذلك، أقل ما يمكن أن نقدمه لهم مركز صحي وإجتماعي يرعى شؤونهم عند الكبر" كما تقول كريستينا. لذلك توجهت في أغينتها الأولى "انتوا طريق الدهب" إلى المسنين مذكرةً بقيمتهم في حياتنا، وداعية الأولاد إلى السؤال عن ذويهم ورعايتهم. والأغنية التي كتبها ولحنها طلال قنطار، ووزعتها كارينا عيد، سيتم تصويرها قريباً على طريقة الفيديو كليب في "بيتنا" كما تقول كريستينا تحت إدارة المخرج بشير حداد. إلا أنّ الأغنية ستبث على الإذاعات بالتزامن مع عرض الفيديو كليب الخاص بها.


أما عن أغنياتها القادمة، فأكّدت كريستينا أنّ الوقت ما زال مبكراً للحديث عن أغنيات رومانسية الطابع، "لأنني لست مغنية محترفة، بل هاوية أرادت تقديم رسالة إجتماعية. إلا أن هذا لا يعني أنني لا أفكر في تقديم بعض الأغنيات الخاصة بي في المستقبل".


ومن ناحية أخرى، انتهت كريستينا من تحضير برنامج جديد بعد سابقه "أجواء" الذي عرض على تلفزيون "المستقبل"، بعدما فكرت في تقديم "توك شو" إجتماعي يناقش قضايا النساء في لبنان والعالم العربي. لكنّها عدلت عن الفكرة لصالح تقديم برنامج فني ترفيهي، "لأن الناس يحتاجون إلى هذه النوعية من البرامج التي تنسيهم همومهم ومتاعبهم اليومية" على حد تعبير كريستينا.