بعد تسعة أشهر من الحمل، وضعتِ طفلك أخيراً. إلى جانب فرحة الأمومة، يكون جسمك في مرحلة حساسة، إذ يخوض معركته الصغيرة لاستعادة إيقاعه الطبيعي الذي كان سائداً ما قبل الحمل والإنجاب. التغيرات التي طرأت على الرحم، وعلى الدورة الشهرية، وعلى الثديين خلال مرحلة نمو الجنين، ستختفي رويداً رويداً. ما الذي يحدث في هذه المرحلة الإنتقالية؟


تشرح الطبيبة النسائية هالة عبد الله أنّ أول التحديّات التي يواجهها جسم المرأة تمكن في منطقة الرحم. "يتمدد الرحم كثيراً أثناء الحمل كما نعرف، ولكي يستعيد حجمه الطبيعي، سيحتاج إلى شهرين كاملين. هذا التقلّص يطرأ على مستوى الرحم بشكل سريع في اليومين الأولين الموالين للولادة، يسبب الكثير من الآلام في منطقة الحوض، ويتواصل لاحقاً، ويترجم بدفق دموي، يتحوّل إلى مادة صفراء في الأيام الأخيرة"، تشرح الطبيبة. هذه المرحلة ضرورية كما نعرف ليعود الرحم إلى وضعه السابق للحمل، وليجهز نفسه تدريجياً لإستقبال حمل جديد مثلاً.


التحدي الثاني الذي يواجه جسد الأم الجديدة هو تحدي الرضاعة. "يتكوّن حليب الأم بين اليوم الثاني والرابع للولادة. ولتحفيز الدفق بشكل أسرع، يجب إرضاع الطفل مرات أكثر، كي تتحفز غدد الحليب في الثدي"، تشرح الطبيبة. ما أن يأخذ إيقاع الرضاعة نمطه الطبيعي، حتى يتحول دفق الحليب إلى عمليّة تلقائية في ثدي الأم، تقودها هرمونات معيّنة.


إلى جانب التحولات التي تطرأ على الرحم والثدي، يواجه جسد المرأة بعد الولادة صعوبات في عودة الأعضاء التناسلية إلى وضعها السابق للحمل أيضاً. "الخيط المستعمل لتقطيب المهبل ينحلّ وحده، على أن يندمل الجرح الناتج عن توسيع الفتحة المهبليّة خلال ستة أيام على أبعد تقدير. أما في حالة الولادة القيصرية فيتمّ إزالة القطب في اليوم السادس أيضاً من قبل الطبيب".


الأهم في تحولات ما بعد الولادة هو من دون شك استعادة جهاز المرأة التناسلي لإيقاعه الطبيعي. "تعود الدورة الشهرية إيقاعها بعد انقضاء فترة الحيض التالية للحمل، أي بعد أربعين يوماً تقريباً. يعود المبيضان إلى وظيفتهما الطبيعية أي الإباضة بعد توقف المرأة عن الإرضاع المنتظم، أي ست مرت في اليوم كحد أدنى"، تقول الطبيبة هالة عبدالله.


الأهم أنّ الحمل والولادة هما أفضل وسيلة لتجديد خلايا المرأة... هل تعملين أن النساء اللواتي أنجبن وأرضعن أقلّ عرضةً للإصابة بسرطان الرحم من غيرهنّ؟