كشفت دراسة تناولت المشاعر النفسية المرتبطة بالأمومة والأبوة، أن الشعور الأقصى بالسعادة للحصول على أطفال يتكوّن بين الأزواج الذين تجاوزوا العقد الرابع من العمر. وقالت الدراسة التي نشرتها دورية "السكان والتنمية" الأميركية، إن الشعور بالفرح بعد ولادة الأطفال يكون في أدنى مستوياته لدى الأزواج دون العقد الثالث من العمر، وكلما زاد عدد أطفال أولئك الأزواج كلما ازداد شعورهم بـ"التعاسة".
وبرهنت الدراسة بموجب الإحصائيات التي شملت مراجعة الحالات النفسية لأكثر من 200 ألف شخص من 86 دولة، أن الحصول على الأطفال ليس بالضرورة سبباً للسعادة لدى الأزواج في مقتبل عمرهم، لكن الأمر ينقلب رأساً على عقب بمجرد تقدمهم في السن نحو العقد الرابع من العمر.
وقالت راشيل مارغوليث، وهي أخصائية في علم السكان في جامعة بنسلفانيا الأميركية: "ربما تكون هذه الظاهرة مرتبطة بواقع أن الأزواج في مقتبل العمر لديهم الكثير من المشاغل الحياتية، وبالتالي فإن وجود الكثير من الأطفال يعني لهم المزيد من الإنفاق والقليل من الراحة".
وأشارت مارغوليث أيضاً إلى عامل اجتماعي قد يلعب دوراً في الظاهرة، يتمثل في أن أعداد الشباب الذين يقبلون على الزواج والإنجاب في سن مبكرة يتقلص مع الوقت، ما يعني أن الأبوين الشابين لن يجدا الكثير من العائلات من نفس الفئة العمرية لمشاركتها التجارب.
أما المتقدمون في السن، فإن خياراتهم بالزواج المتأخر باتت تتوافق أكثر فأكثر مع الميل العام في المجتمعات لتأخير سن الإنجاب، ما يعني وجود الكثير من العائلات من نفس الفئة العمرية التي يمكن لها أن تقدم الدعم النفسي المطلوب للزوجين.