لا تزال الثورات العربية تخلط الأوراق الفنية، وتضع الكثير من الفنانين على المحك حسب مواقفهم من الثورات. ولا تزال تظهر كل يوم قوائم سوداء مختلفة تحمل الكثير من اللوم والهجوم إزاء الفنانين. وآخر هذه الحملات واحدة انطلقت على "فايسبوك" بعنوان "حملة تونسية ضد الفنانين الذين تغنّوا بثورة مصر، ولم يكترثوا لتونس". وشنّ أصحاب الحملة هجوماً لاذعاً على كل الفنانين الذين غنّوا لمصر بعد الثورة، وتجاهلوا ثورة تونس. وكانت الحصة الأكبر من نصيب نانسي عجرم وكارول سماحة اللتين قدمتا أغنية لمصر. وكذلك طال الهجوم الفنانة المغربية أسماء المنور رغم أنّها لم تغنِّ لثورة مصر. إلا أنّ مسؤول الصفحة وصفها بـ"ناكرة الجميل" التي غنّت للثورة المصرية وتجاهلت ثورة تونس في مهرجان "ليالي فبراير" الذي أقيم منذ فترة في الكويت. واستند المهاجمون في كلامهم إلى خبر منشور أفاد بأنّ المنور ستغني في الحفلة لثورة مصر، لكن أسماء لم تغنِّ. وقد تلقّت "أنا زهرة" بياناً من الصفحة الرسمية للفنانة أسماء المنور يوضح حقيقة هذه الأخبار. واعتبر أصحاب الصفحة أنّ البيان لم يأت دفاعاً عن أسماء لأنها ليست في موضع اتهام، بل هو توضيح للأمر. وجاء فيه: "من حق الشعب التونسي الذي بذل الغالي والنفيس وما زال من أجل إنجاح ثورته التي لاقت صدى في كل أرجاء العالم العربي بل العالم بأسره، أن يعاتب كل من خان ثورته أو تجاهلها، خصوصاً إن كان من الفنانين الذين أحبهم ووقف لمساندتهم ودعمهم. لكننا استغربنا أشد الاستغراب أن تتهم فنانتنا بتجاهل ثورة تونس، والاهتمام بثورة مصر فقط والغناء لها في مهرجان "ليالي فبراير" من دون فعل الشيء نفسه تجاه ثورة تونس. وهنا نحبّ أن نوضح: أسماء المنور لم تغنّ لثورة مصر ولا تنوي الغناء لأي ثورة حتى لا تتهم باستغلال الثورات والركوب عليها. بل اكتفت بالتفاعل معها كما تتفاعل معها كل الشعوب: بالفرح والانتصارات والحزن على الشهداء والضحايا. ونود أن نشير نحن إدارة صفحة أسماء المنور على "فايسبوك" إلى أنّ فنانتنا كانت دائماً تلح على أن تكون صورة صفحتها الرسمية التي نسهر على إدارتها، علم تونس إلى جانب علم بلدها المغرب، وذلك منذ أن بدأت الثورة وقبل تنحي بن علي وحاشيته. وكذلك، كانت صورة حسابها الشخصي على "فايسبوك" صورة علمي تونس والمغرب وما زالت. وقد وصَلنا أيضاً من مصادر مقربة أنّ فنانتنا كانت تتابع وزوجها الملحن والموزع التونسي عصام الشرايطي تطورات الأمور سواءً من خلال القنوات الإخبارية أو من الهاتف للاطمئنان على أحوال العائلة في تونس. رغم أن طبيبها ألح عليها لتجنّب مشاهدة الأخبار والتأثر بها لأنها في بداية حملها. لكنّها أبت إلا أن تكون أول فنانة غير تونسية، تزور أهلها في تونس هي وزوجها، لا بل تصرُّ على أن تلتقط الصورَ إلى جانب دبابة الجيش التونسي الذي أبان عن وطنيتِه وساهم في إنجاح الثورة. وفي الختام، أسماء المنور فنانة مغربية تحس وتتفاعل ـ وهذا حال كل المغاربة ـ مع أفراح وأحزان الشعوب العربية والإسلامية".