باتت الخيانة الزوجية أحد أكثر الأسباب التي تؤدي إلى شتات الأسر والطلاق. لكن ما هي أسبابها؟ هل هي نفسية؟ أم تعود إلى تنشئة معينة تلقّاها المعني في الصغر؟ أم أنّ المشاكل الزوجية تدفع الخائن إلى علاقات خارج الزواج؟ هذا الأسبوع، يسلّط "أنا زهرة" الضوء على الخيانة، لنتعمق أكثر في هذه المشكلة وأضرارها النفسية والاجتماعية.


نقص عاطفي
مازن خياط (28 عاماً) يقول: "قد تعود الخيانة إلى معاناة الشخص من عدم الاهتمام والنقص العاطفي، بالإضافة إلى كثرة مشاكله الزوجية. أما بالنسبة إلى علاجها، فأنا بصراحة أنهيها بالطلاق, لأنّ الشك سيصبح حليفي ولن أستطيع النسيان أبداً. الانفصال أفضل من حياة تعجّ بالشك والحقد".


لا أسباب
من جهته، يعتبر مجدي قباني بأنّ لا أسباب للخيانة إلا عدم اقتناع الزوجين ببعضهما. ولهذا، فهو يدعو إلى انفصالهما حالما تبدأ الخيانة. ويضيف: "تكون المصيبة الكبرى أحياناً أنّ الزوجة تكتشف في أوقات كثيرة خيانة زوجها, لكنّها تخاف من المواجهة ومن الطلاق أو لومها على عدم الاهتمام بزوجها. وهو الوسيلة التي يبرّر بها المجتمع خيانة الرجل".
ترى نورا سكلوع (29 عاماً) أنّ الخيانة صارت من الأمور العادية التي تنتشر في المجتمع بسبب كثرة الأزواج الذين يعانون منها. وتضيف: "يجب أن نصنّف الخيانة. هناك خيانات قوية تنتهي بالانفصال. وهناك خيانات عابرة يمكن إعطاء الخائن فرصة أخرى وعدم الذهاب إلى الطلاق. إحدى قريباتي كانت تعاني من خيانة زوجها الذي كان على علاقة حب سابقة. واكتشفت بأنّه ما زال على علاقة بحبيبته السابقة حتى بعد زواجهما على رغم أنّ حبيبته متزوجة أيضاً. والآن، قررت قريبتي الانفصال، وكانت الضحية ابنتهما التي لم تتجاوز العامين".


قرارات الأهل
يرى مصطفى الياسري (35 عاماً) أنّ أبرز أسباب الخيانة قرارات الأهل الصارمة والتربية المبنية على التفكير في الذات فقط، بالإضافة إلى شعور أحد الطرفين بتقصير الطرف الآخر سواء عاطفياً أو جنسياً وحتى مادياً.
في الخيانة، لا يجب اتخاذ قرار متسرّع بحسب الياسري الذي يضيف: "من الأفضل مراجعة النفس ثم اتخاذ القرار. لكن العنف مرفوض قطعاً. أذكر قصة زوجين دام زواجهما عاماً مليئاً بالأيام الجميلة والحب. بعدها، ذهب الزوج لقضاء إجازة مع مجموعة من الشباب وتعرّف إلى امرأة أخرى أصبح يسافر إليها دوماً، ويتحجج لزوجته بالعمل، إلى أن علمت بالأمر. وأصبحت زوجته بالاسم وقررت معاملته بالمثل، فأصبح لديها عشيق كلما غاب زوجها ذهبت معه".


العطاء بالخيانة

وبحزن، تقول ريم الحامد (29 عاماً) إنّ أكثر الناس الذين يتسبّبون لنا بالأذى هم هؤلاء الذين منحناهم كل ثقتنا ليقابلونا بالخيانة. وتعتبر بأنّ "لا سبب ولا عذر للخيانة. مهما كان التقصير ومهما كانت الأسباب والأحوال والمشاكل بين الزوجين، فالله وضع الحل في كتابه الكريم".
هناك وجهة نظر أخرى عن الخيانة نجدها عند ليندا كسرى (31 عاماً). تقول: "الخيانة ليست خيانة الزوج مع امرأة أخرى أو خيانة الزوجة لزوجها، الخيانة تكون بعدم الوفاء بالوعود القائم عليها الزواج".


الرأي النفسي والاجتماعي
تقول أخصائية الطب النفسي ورئيسة مجلس إدارة جمعية "حماية" الدكتورة سميرة الغامدي: "الخيانة سلوك غير لائق يصدر عن إنسان قد يعاني اضطراباً نفسياً معيناً أو تعرض لسلوك جعل الخيانة إحدى صفاته. وبصفة عامة، نجد دوماً لدى الانسان الخائن خللاً في شخصيته تجعل قدرته على التعامل مع المشاكل غير صحيحة، فيلجأ إلى الخيانة".


على أي حال، تنصح سميرة الغامدي بالتروي في حالة الخيانة الزوجية, وعدم تغيير مبادئنا أو شخصيتنا لمجرد تعرّضنا لهذا الموقف, فإذا كان شخص ما خانك، لا يجب أن تكون ردة فعلك الخيانة بدافع الانتقام لأن ذلك ليس من أساس الشخصية السوية.


أما المراحل التي يمرّ بها الرجل أو المرأة التي تعرّضت للخيانة، فهي: الصدمة, ثم عدم التصديق, ثم ضعف الثقة بالنفس والإحساس بالاكتئاب الذي يمكن أن يظهر على شاكلة مكابرة وعدم اكتراث يليه انهيار، أو توتر وعدم قدرة على اتخاذ القرار. وتضيف سميرة الغامدي: "لذلك أنصح دوماً بالتوجه إلى مختص. إذا تعرض أحد للخيانة، أنصح بالهدوء والتفكير في اتخاذ موقف لوضع حد لهذا التصرف, ولا مانع من مراجعة النفس. أنا لا أبرر الخيانة، لكنّ الإنسان خطّاء، وقد تكون الخيانة أحياناً ناتجة عن نقص في احتياجات الشخص الخائن".