قد يتفاداه كثيرون بسبب رائحة النفس الكريهة التي يخلّفها، لكنّه يدخل في أطباق المطبخ العربي كمكون أساسي، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المطابخ المتوسطية بشكل عام. منذ القدم، كانت فصوص الثوم عنصراً أساسياً في علاجات الأعشاب. 

وأدرك الطب البدائي دور الثوم في الوقاية من العدوى. ومنذ مطلع القرن العشرين، أثبت الطب الحديث دور الثوم علمياً، حتى أصبحت منافعه الصحية من البديهيات. هكذا، تطالعنا الدراسات الطبية بين يوم وآخر، بمعلومات جديدة حول الفوائد الصحية لفصوص الثوم الصغيرة، تتخطى بكثير دورها في طرد مصاصي الدماء، كما تروّج السينما الهوليوودية دائماً.


يخبرنا عالم الأحياء جهاد عقل، المتخصص في الأغذية العضوية، أنّ "الثوم هو الثمرة العلاجية الأمثل. يلعب دوراً فعالاً في الوقاية من أمراض القلب والشرايين والسكري، من خلال دوره في خفض ضغط الدم المرتفع، وضبط مستويات الكوليستيرول والسكر".


يمكن للثوم أن يسبب حرقة في المعدة، ونفساً كريهاً، لكنّه يحتوي على أنزيم الأسيلين، المفيد لخفض ضغط الدم، من خلال أثره على توسيع الشرايين.

ً"كما نعلم، حين يتمّ تكديس الكوليستيرول السيء بكثرة في الشرايين، قد يتطور الأمر مع الوقت إلى انسداد تام. الثوم يساعد في منع الأكسدة، مما يزيد دفق الدم، ويجعل الدورة الدموية أسهل"، يشرح عالم الأحياء.


من خلال مفعول بعض الأنزيمات التي يحتويها، يساعد الثوم أيضاً في طرد المواد المسرطنة من القولون والكبد. "كما يمكن أن تطال خواص الثوم التطهيرية أماكن أخرى في الجسم معرضة للسرطان مثل المعدة وعنق الرحم"، يقول عقل. 

ويضيف: "إحدى أهم فوائد الثوم هي مساعدته في رفد جهاز المناعة في الجسم بالكثير من عناصر القوة، إذ يحصّنه ضد الزكام، والإنفلونزا، سواء تناولناه في الطبخ، أو نيئاً ومهروساً".


تحتوي فصوص الثوم على مركزات صحية كثيرة، وتحمي الخلايا من الشيخوخة المبكرة. على سبيل المثال، يمكن للثوم أن يفيد في تفاصيل مهمة وإن كانت بسيطة مقارنةً بالسرطان والسكري. "بعد لسعة النحل أو الدبابير، يكون الثوم مفيداً لتطهير موضع اللسعة. كما يمكن استخدامه كوسيلة لتخفيف الثآليل النافرة في اليدين، من خلال وضعها عليها لمدة ثلاث ساعات متواصلة بواسطة ضمادة خاصة. يمكن لهذه الوسيلة أن تجعل الثآليل تختفي بعد ثلاثة أسابيع على هذا العلاج".


يمكن للثوم أن يلعب دوراً مهماً أيضاً في طرد الفطريات من المعدة، وحتى الفطريات الخطيرة التي يمكن أن تظهر على شكل ديدان. في الخلاصة مطبخ من دون ثوم يعني مطبخاً خالياً من المناعة...