شكّلت صباح في عصرها ظاهرة مختلفة لصورة "الفنانة المطربة". وكانت تُعتبر في ذلك الوقت جريئةً في ملبسها. وقد أدّت أغنية للفستان المشاغب حيث الهواء "قليل الذوق" كان يعبث بفستانها الذي هو من ورق الورد. فإذا به يطير يسرةً ويمنةً، مسبّباً حرجاً شديداً لصباح التي حارت أينما ذهبت وكيفما تحرّكت. إذ باتت تخاف أن "يطير الفستان" و"يبان المستور". وعاشت صراعاًَ مريراً في ذلك الوقت بين رغبتها في ارتداء الفستان الذي تحبه، وبين العوامل الطبيعية أي الهواء الذي "يتحركش" بالفستان ليظهر مفاتن "الصبوحة". لكنّها قرّرت إنهاء هذا الصراع ووضع الفستان في الخزانة وارتداء شيء آخر.


وفي الوقت الذي فضّلت فيه "الشحرورة" التخلي عن فستانها في أغنيتها الشهيرة، نجد بعض الفنانات في العصر الحالي بتن يتعمّدن الوقوف في مهب الريح ليطير الفستان، مدّعيات بأنّهن لم يستطعن السيطرة عليه. وقد اتخذن من فستان مارلين مونرو نموذجاً للفستان الذي يطيّره الهواء. وقد استعنّ بالهواء الاصطناعي ليساعد الفستان في الطيران والارتفاع أكثر من اللازم. ولعل أشهر فستان طائر في العصر الحالي هو فستان هيفا وهبي التي أرادت تقليد مارلين مونرو به في برنامج "الوادي" منذ خمس سنوات. هكذا، طار الفستان أكثر مما توقعت هيفا، وكشف عن ملابسها الداخلية، وانتشرت صورها عبر الانترنت.


وقد اعتمدت مغنيات كثيرات في أعمالهن المصوّرة على الفستان الطائر، رغبةً في الإثارة غير المتعمّدة ولفت الانتباه كالمغنية اللبنانية مروى التي بدت كأنها تصارع الريح والزوابع في كليب "ماشربش الشاي". علماً بأنّها حاولت أن تبدو طبيعية وغير مصطنعة في طيران فستانها الذي لم تستطع السيطرة عليه، ولم تقنع المشاهد بأنّها تقدم إغراءً طبيعياً بل بدت في قمة التصنع.


كذلك اليمنية أروى وضعت نفسها عرضةً للريح والنقد عندما ظهرت في كليب "يوم واحد" بفستان تعبث به الريح. لكنها لم تكن موفقة في أداء المشهد الذي برعت فيه مارلين مونرو. ولم تستطع أي فنانة أخرى أن تجاريها أو تتقن تقديم المشهد كما فعلت هي منذ سنوات بعيدة. مادلين مطر لجأت هي الأخرى إلى حيلة الفستان الطائر عندما شاركت في فيلم "آخر كلام" لكنّها لم تتقن أداء الدور كثيراً.