شهدت الساحة الفنية الخليجية تحولات عدة لفتت متابعين ونقاداً وممثلين. ولعل أكثرها إثارةً للجدل تحوّل ممثلين إلى منتجين بحثاً عن البطولة المطلقة في الدراما. هذا التحول اتخذه ممثلون لم تذكرهم الدراما الخليجية إلا بعدما خاضوا عالم الإنتاج. وهو ما يعتبره كثيرون بأنّه سيؤثر سلباً على الدراما الخليجية. وسيسهم في إعادة المسلسلات في هذا الإقليم إلى البدايات. فتجارب الممثل "المنتج" تؤكد أنّه لا يبحث عن جودة العمل، بل عن الشهرة من خلال البطولة المطلقة حتى لو كان ذلك على حساب المسلسل.
هذا التحول لا يشجّعه الفنان السعودي عبدالمحسن النمر، إذ يقول لـ"أنا زهرة": "أنا امتلك شركة إنتاج، ويمكنني إنتاج مسلسل من تأليفي وبطولتي وإخراجي أيضاً. لكن ذلك لا يضيف إليّ شيئاً، ولا إلى الدراما، لأنّ الإضافة تولد دوماً من كثرة الاحتكاك بمن سبقوك، وهذا هو الأنسب للممثل كي يسهم في تطوير نفسه، وتطوير الدراما في بلاده". ولعل أشهر من أقدم على هذه الخطوة وحقق مبتغاه الفنان الكويتي نايف الراشد عندما أنتج ثلاثة أجزاء من مسلسل "شر النفوس"، جميعها من بطولته. يومها، اقتصرت قصة العمل عليه. مما أدى إلى حملة انتقادات واسعة عليه وعلى عمله الذي خلا من المضمون وشابه تواضعٌ في التصوير.
وحالما أعلن الراشد لـ"أنا زهرة" أنه سيشارك في الأعمال التي لا تحمل إنتاجه، تعالت بعض الأصوات الخليجية المشيدة بهذا الإعلان. غير أن النقاد الذين تحدثت معهم "أنا زهرة"، اعتبروا ذلك خطوة قد تكشف للراشد الكثير من الخفايا المؤلمة، لعل أهمها عدم تلقيه أي عرض حقيقي للمشاركة في مسلسل خليجي.
ويوضح الناقد الكويتي مطلق الزعبي أنّ هذا الإعلان سيكشف للراشد أنه لم يكن من نجوم الصف الأول في الدراما الخليجية بحسب تصريحاته، لأنّ الأدوار البطولية التي لعبها كانت في أعمال من إنتاجه، وتم تأليفها كي يكون هو نجم القصة. ويكمل: "هو صنع لنفسه شهرة من خلال مسلسلاته، لذلك حاول أن يستغل شهرته من هذا المنطلق، وخصوصاً بعدما توقف مسلسل "شر النفوس" الذي تزامن مع أنباء عن عدم خوضه الإنتاج هذا العام لأسباب خارجة عن إرادته".
ولا يختلف حال الراشد عن مواطنته الممثلة مونيا التي أعلنت عن إنتاجها هذا العام مسلسل "عبد الله وعذاري". إذ تعد هذه البطولة الأولى لها بعدما كانت لها مشاركات خجولة في المسلسل الكوميدي "طاش ما طاش"، إضافة إلى مشاركتها كداعم لبطل مسلسل "شر النفوس" الراشد في جزئه الأول.
ويأتي هذا الإعلان بعدما عجزت في تسجيل أي مشاركة لها خلال العامين الماضيين، وعدم نجاح مساعيها في إيجاد أدوار بطولية لها، فلم تجد أمامها سوى الإنتاج. وفي خطوة وصفت بمحاولة لاستقطاب الأضواء، عقدت مؤتمراً صحافياً في بلادها للإعلان عن الانتهاء من تصوير العمل، ولمقابلة وسائل الإعلام. وأتى ذلك ليؤكد على ما أثير حولها بأنّها تبحث عن النجومية بأي وسيلة، وخصوصاً أنها دخلت الغناء ثم التمثيل، ثم توقفت عن الظهور، لتعود بعدها من خلال المؤتمر الصحافي إلى عمل لم يتحدد اسم القناة التي ستعرضه.