لا يكفي أنّ نتبّع نظاماً غذائياً متوازناً كي تكون صحتنا بألف خير... هذا ما أكده للأسف تقرير صدر أخيراً عن "الشبكة الأوروبيّة للتعاون الصحي والبيئي"، وقد حمل أرقاماً مفاجئة وخطيرة حول المواد الكيماوية والمعادن الثقيلة التي يمكن أن نجدها في الماء، والخضار والفاكهة. يبدو أنّ المأكولات الجاهزة ليست وحدها المؤذية لصحة الإنسان.


هل تعلمين أنّه في اليوم الواحد يمكن أن يصل إلى طبق طفلك أكثر من ثمانين مادة كيمائية مؤذية؟ هذا ما أكده التقرير، مشيراً إلى أنّه خلال 24 ساعة فقط، يمكن للطفل في عصرنا الراهن، وفي شتى البلدان المتقدّمة والنامية على حد سواء، أن يلتهم عشرات المركبات السامة! وبيّن التقرير الذي نشرته الشبكة أنّ العديد من المواد الكيماوية المستعملة في الزراعة حالياً قد تؤثر على النمو، وتؤدي إلى خلل في الغدة الدرقيّة، أو إلى سرطانات. ومن بين هذه المواد مواد كبريتية، ومعادن ثقيلة، وحتى زئبق!


هذه الحقائق أصبح من الصعب تفاديها، لهذا يلجأ كثيرون إلى الأطعمة والخضار العضويّة، بغية الحصول على طعام أكثر أماناً.


تمكّن زراعة المواد العضوية من تفادي استعمال المواد الكيميائية التي يمكن أن تبقى وتترسب في جسمنا. تختلف الدراسات حول القيمة الغذائية للخضار والأطعمة المنتجة عضوياً، لكنّ "منظمة الصحة العالمية" أكدت أنّها تحتوي على فيتامينات وأملاح معدنيّة أكثر من الأغذية المصنعة على الطرق التقليدية. والسبب أن زراعة المواد العضوية يتمّ من دون أي تأثيرات كيميائية، ما يقلل من نسبة السوائل فيها عند مرحلة النضج، لصالح التكثيف الغذائي. لهذا، تحتوي المزروعات العضوية على المزيد من الفيتامين C، والمواد المضادة للأكسدة... وللحفاظ على هذه الخواص، يجدر تناول الأغذية العضوية طازجةً، عوضاً عن تركها في الثلاجة لفترة طويلة.


يساعد تناول الأطعمة العضوية على استعادة إحدى العادات الصحية التي محتها المنظومات الحديثة وهي: تناول الخضار في موسمها! المشكلة الوحيدة التي قد تواجهينها في السوبرماركت هي أنّ سعر الأغذية العضوية مرتفع أكثر من غيره، وهذا لأنّها ليست زراعات شائعة على مستوى واسع.


من ناحية ثانية، يحمي تشجيع الزراعة العضويّة من تلوّث التربة، ويشكل أحد الأبواب الرئيسية للحفاظ على التنوّع البيولوجي... العديد من المتخصصين في هذا المجال، يرون فوائد اقتصادية كبيرة من تعميم الزراعات العضوية، لأنّها وسيلة ستساعد على الحفاظ على نمط حياة آمن للبشريّة خلال الأجيال القادمة.