العديد من النساء ـ إن لم نقل أغلبهنّ ـ يعانين من هذا الداء أو جرّبنه في مرحلة ما من حياتهنّ... حالما يقترب موعد الحيض، تدخل كثيرات منّا في نفق مظلم: آلام في الرأس، غثيان، أوجاع في الحوض أو المعدة، عدم القدرة على مزاولة الأعمال اليوميّة، تقلبات مزاجيّة حادة، سرعة في الغضب، رغبة في الإنزواء... كلّ هذا وأكثر ينضوي تحت عنوان عريض هو: المتلازمة السابقة للحيض، أو الـ PMS التي تصيب بين 20 و50 في المئة من النساء البالغات.
"متلازمة ما قبل الحيض، هي عبارة عن مجموعة أعراض، تظهر بشكل دوري، عند بعض النساء في المرحلة السابقة للميعاد. وتظهر هذه الأعراض خلال الأيام القليلة التي تسبق الحيض، وأحياناً قبل ذلك بأسبوع. وتختلف هذه الأعراض من امرأة إلى أخرى، فقد تكون طويلة وحادة عند البعض، في حين تكون خفيفة عند البعض الآخر"، تقول الطبيبة جنان فرحات.


تتميز متلازمة ما قبل الحيض بثلاثة أعراض أساسية:
1. آلام وتحجّر في الثديين
2. نفخة في المعدة
3. شعور بالضغط النفسي (غضب، حزن، ...)


وتترافق هذه الأعراض الأساسية مع أعراض أخرى مثل ثقل في القدمين، وغثيان، أوجاع في الرأس أو آلام شقيقة، إضافةً إلى مشاكل هضميّة.


وتنتج هذه الأعراض عن تقلبات هرمونية طبيعيّة، تسبق الحيض. "لكن منذ توصيفه طبياً عام 1931، يبقى هذا الإضطراب غامضاً ولا يخضع لعلاجات واضحة. هناك بعض المدارس التي تضيف إلى العامل الهرموني عاملاً وراثياً، أو عاملاً على علاقة بالأيض أو وظيفة الغدة الدرقيّة، إضافةً إلى نقص في بعض المعادن والفيتامينات، من دون أن ننسى العوامل النفسية المؤثرة من القلق والإكتئاب والضغط"، تشرح الطبيبة.


ليست متلازمة ما قبل الحيض مرضاً خطيراً، لكنّ حدة بعض الأعراض عند بعض النساء قد تؤدي إلى تغيير نمط حياتهنّ، وتسبّب إزعاجاً دائماً لهنّ.


فما هو الحلّ؟
بحسب توصيات الباحثين في ميدان الطب النسائي، هناك بعض القواعد الصحية الخاصة التي يجب أن تتبعها النساء في حالة إصابتهنّ بمتلازمة ما قبل الحيض:
1. الرياضة
2. التخفيف من استهلاك الشاي والقهوة وكل المشروبات المنشطة
3. تخفيض نسبة استهلاك الملح، والسكر، والدهون
4. اللجوء إلى بعض حبوب الكالسيوم، والماغنيزيوم، والفيتامين E


لكن فعالية هذه الخطوات تتفاوت بين امرأة وأخرى، ويبقى للطبيب أن يقرر حدة الأعراض وأسبابها، وضرورة اللجوء إلى علاجات هرمونية... أمّا أنت، فإن أصبت بمتلازمة ما قبل الحيض، وكنت تشعرين برغبة في ضرب كلّ من يتكلّم معك، فمن الأفضل أن تنزوي قليلاً ريثما تهدأ الأزمة. وبالنسبة لآلام الرأس والغثيان، فيمكنك تناول المسكنات الشائعة، أو اللجوء إلى بعد ساعات النوم والراحة... أمّا إذا كانت الأعراض تسبب لك ضيقاً حقيقياً فمن الأفضل أن تزوري أقرب طبيب نسائي، ليساعدك في إيجاد الحل.