عندما كانت تُذكر كلمة عباءة أمامي قبل مجيئي إلى الإمارات، كان يتبادر إلى ذهني على الفور رداءٌ أسود طويل بقصةٍ فضفاضة وأكمام طويلة دون أية أكسسوارات أو ألوان أخرى غير الأسود.
لكن بالتأكيد نظرتي تغيرت مع التعرف أكثر على التطور الكبير الذي شهدته العباءة على مدى السنوات في دول الخليج والعالم العربي بشكلٍ عام. فاليوم هناك قصات مختلفة وألوان متعددة وتصاميم تجعل العباءة أقرب إلى فستان منها إلى لباسٍ تقليدي.


الستايل التراثي الأصيل
هناك اتجاهات مختلفة في مجال تصميم العباءات اليوم، ولكن هناك من حافظ على الخط التراثي والعباءة التقليدي المحتشمة مع إدخال بعض اللمسات البسيطة عليها وبرأيي أن عباءات المصممة الإماراتية أمل مردا خير دليلٍ على ذلك الاتجاه. فلدى النظر إلى تصاميمها نرى الموروث الإماراتي والخليجي التقليدي واضحاً من حيث الحفاظ على العباءة الواسعة ذات الأكمام الطويلة والقصّة التي لا تفصّل الجسد، بالإضافة إلى إدخال اللون أو التطريز بشكلٍ بسيطٍ على الأكمام أو الياقة أو الشيلة.
وهذا الستايل من العباءات لا يزال مطلوباً بشكلٍ كبيرٍ خاصةً من السيدات اللواتي تخطين العشرين وأيضاً من قبل المعارضات للاتجاه الأكثر ابتعاداً عن العباءة التقليدية.
من المثابرات على هذا الستايل المصممات منى المنصوري وحصة الفلاسي وهومة قمر وغيرهن، وفي نطاق الجلابيات نذكر زرينة يوسف.


الستايل التراثي العصري
مع الاختلاط المتزايد يوماً بعد يوم بين الحضارات والثقافات وبين الغرب والشرق، بات من الصعب تجاهل تأثير هذا الاختلاط على حياتنا اليومية التي تشكل الأزياء فيها عنصراً أساسياً. وهذا ما ألهم الكثير من مصممات العباءة الشابات إلى انتهاج خطٍ يجمع بين أصالة العباءة التقليدية وصيحات الموضة العاليمة والثقافات الأخرى.
فمثلاً كانت مجموعة المصممة لمياء عابدين الأخيرة مستوحاة من الحضارة اليابانية وحملت اسم "هانامي". وفي هذه المجموعة أدخلت صاحبة علامة Queen of Spades طبعات الورود المستوحاة من حدائق الكرز اليابانية الشهيرة، أما القصات فكانت شبيهة بالكيمونو التقليدي، حتى مكياج العارضات كان مشابهاً لمكياج فتيات الغيشا اليابانيات.
ومن الأسماء الأخرى التي تبنت هذا الستايل الأختان ريم وهند بالجافلة اللتان أنشأتا دار DAS الذي تتميز تصاميمه بجمعها بين المظهر التقليدي الأصيل والموضة الرائجة في الغرب. فنرى العباءة السوداء ذات القصات المختلفة والتي تتراوح بين الواسع والضيق مع الحزام على الخصر أو حتى التي تكون بشكل بدلة سروالية. وهناك أيضاً حرية أكثر في استخدام الألوان والأكسسوارات التي تلفت النظر كحجارة الكريستال أو الخرز أو الكباسين المعدنية.
واللافت أن هذا الستايل يعتبر مسيطراً في الوقت الحالي والأكثر طلباً من قبل النساء خاصةَ الشابات والراغبات بركوب موجة الموضة الحديثة دون التخلي عن التقاليد التراثية.


الستايل الجريء المختلف
في هذا الستايل تأخذ العباءة منحى مختلف عن المألوف حيث لا يعود اللون الأسود هو المسيطر، بل تدخل ألوان قوية أخرى، كما أن القصات تصبح أشبه بفساتين أو سراويل منها كعباءة، وهذا ما برز جلياً في مجموعةBoutique Ush الأخيرة التي صممتها عبير السويدي حيث كان الإلهام من قطع الحلوى وحقبة الثمانينات والمغني بوب مارلي. وبالتالي جاءت العباءات مطبوعةً برسوماتٍ عصرية كوجه فتاة أو وجه بوب مارلي، أما القصات فكانت غير متناظرة وبشكل قميص وتنورة بعض الأحيان أو سراويل وأوفرولات أحياناً أخرى.
لا شك في أن هذا الستايل عصري جداً وغير مألوف بعد ويتطلب جرأةً كبيرةً من السيدة أو الشابة التي ترغب في ارتدائه وربما حتى تتعرض للنقد، لكنه يبقى تعبيراً عن إحساس المصمم ورؤيته للعباءة والموضة.


ما رأيك؟
لكل أمرٍ في الحياة مؤيدٌ ومعارض، بعض النساء يرين أن من واجبهن التمسك بشكل العباءة التقليدي والابتعاد عن أي صيحةٍ تغير من شكلها، في حين هناك أخريات يرين بأنه لا بأس من إدخال روح العصر إلى العباءة وجعلها مواكبة للصيحات الحديثة، فلا شيء ثابت، خاصةً في الموضة... فما رأيك أنت؟