رغم حرص الكثير من الفنانات على إمساك العصا من المنتصف والحفاظ على نجوميتهن وحياتهن الأسرية والزوجية في آن، إلا أنّ هناك كثيرات عجزن عن التفرغ للبيت والأولاد، فنشبت خلافات بينهن وبين أزواجهن الذين يطالبونهن في معظم الأحيان بترك الفن والتفرغ للبيت والأبناء أو يحرمونهنّ من حضانة الأولاد. وبهذا، ينطبق عليهن المثل القائل "الآباء يأكلون الحصرم والأولاد يضرسون". 

 

ولعل أكثر من تنطبق عليها هذه المقولة الفنانة الكبيرة صباح التي كان فنها سبباً في حرمانها من حضانة ابنها البكر الذي أنجبته من زوجها الأول الثري نجيب شماس. وكانت قد تزوجته وهي في الـ 18 من عمرها، فيما كان يكبرها بحوالي ثلاثين سنة. وحاول شماس حصار صباح الفنانة وإجبارها على ملازمة البيت والعائلة. لكنّها لم تستطع الرضوخ لتلك الأوامر الشرقية، وخصوصاً عندما اختار مدينة طرابلس اللبنانية مقراً لإقامتهما بعيداً عن بيروت والقاهرة. وهو الأمر الذي لم يرق لصباح الفنانة، فوقع الطلاق. وكان ثمن ذلك منعها من رؤية ابنها البكر الذي أطلقت عليه اسم "صباح". وبما أنّ علاقة صداقة كانت تجمع صباح بآل فرنجية ذات النفوذ السياسي وخصوصاً لميا ابنة الرئيس اللبناني الراحل سليمان فرنجية، لجأت صباح إليها عندما رفض شمّاس السماح لها برؤية ابنها، وساعدها الرئيس فرنجية على لقاء ابنها وكانت تمضي معه ساعات طويلة. كذلك، عانت صباح من المشكلة نفسها في زواجها الثاني من عازف الكمان المصري أنور منسي الذي رزقت منه بابنتها هويدا. وقع الطلاق بعد أربع سنوات من الزواج، فأخذ منها هويدا البالغة يومها ثلاث سنوات. وواجهت صباح مشاكل مع ابنتها الوحيدة هويدا التي اتهمتها مراراً بأنّها أهملتها.


مي حريري: هروب واختطاف
منذ ظهورها على الساحة، كانت مي حريري تثير الجدل حتى قبل احترافها الغناء. يومها، كانت سيدة السهرات في المرابع الليلية وخصوصاً في الأماكن التي كان يقدم فيها الموسيقار ملحم بركات حفلاته وتزيدها مي تألقاً وطرباً برقصها المثير الذي سلب الموسيقار لبّه. عندها، قرر أن يهجر زوجته الأولى ويعتنق الإسلام من أجل الزواج بمي حريري، وأنجب منها طفلاً هو ملحم جونيور. لكنّ الحب الجارف بين الموسيقار والفاتنة مي سرعان ما تحوّل الى خلافات ومشاكل شغلت الصحافة لوقت طويل إلى أن وقع الطلاق. وسبق أن صرّحت مي أنّها دفعت لملحم بركات مليون دولار من أجل الاحتفاظ بحضانة ابنها. وبعد طلاقها منه، عادت وتزوجت المهندس أسامة شعبان ورزقت منه ابنتها سارة. وبعدها اشتعلت الخلافات، إذ اتهم الزوج مي بإهمال ابنته بسبب الفن، مضيفاً أنّه عندما تزوجها، اشترط عليها اعتزال الفن لكنها لم تنفّذ الشرط. هكذا، وقع الطلاق مرة أخرى وبدأت فصول من حكاية هروب واختطاف وقضايا حضانة. إذ قام والد سارة باختطافها وحرمانها من والدتها وذلك بعد صدور بلاغ بحث وتحرٍّ عن مي حريري في الدعوى المقامة من طليقها وإثر صدور حكم عن المحكمة الجعفرية العليا في لبنان قضى بإعطائه الحضانة. مي حريري رفضت الالتزام بهذا الحكم وأبقت الطفلة معها وعمدت إلى رفض الامتثال للقاضي. ويعتبر عدم الامتثال لقرار قضائي نافذٍ جرماً يعاقب عليه القانون اللبناني. وصدر حكمٌ بحبسها شهرين في وقت استطاعت مي أخذ طفلتها والهرب إلى دبي. ووكلت محامياً لمتابعة القضية من أجل الفوز بحق حضانتها. واستطاعت الفوز بحضانة ابنتها، وعادت الى بيروت، وعقدت مؤتمراً صحافياً تحدثت فيه عن ملابسات القضية.


رويدة المحروقي: طرد وحرمان
الفنانة الإماراتية رويدة المحروقي أيضاً نالها نصيب من الحرمان من طفلها نور الذي أنجبته من زوجها السابق الموزّع الموسيقي المصري مدحت خميس الذي طردها من منزل الزوجية في القاهرة وحرمها من رؤية ابنها. وقامت بينهما قضايا نزاع على الحضانة. واتهم خميس رويدة بأنّها غير قادرة على حضانة ابنها بسبب عملها كفنانة وإحيائها الحفلات والسهرات، والعودة الى المنزل في وقت متأخر. لكن الأمور اتجهت في النهاية نجو التسوية، واستطاعت رويدة الفوز بحضانة نور.


قمر والبحث عن والد طفلها
أما أغرب قضية فهي قضية المغنية اللبنانية قمر التي تقوم برحلة إثبات نسب طفلها "جيمي" الذي وضعته منذ أشهر. إذ تدّعي أنّ جمال مروان صاحب شركة "ميلودي" هو والد الطفل، فيما هو ينفي ذلك، ويرفض إجراء فحص "دي. أن إيه". وقد وكّلت قمر المحامي المصري مرتضى منصور لمتابعة قضية ابنها ونسبه. لكنّ النظر في القضية تأجّل بسبب الأحداث التي شهدتها مصر.


يذكر أن هيفا وهبي أيضاً حرمت من حضانة ابنتها، ولم تشاهدها منذ 16 عاماً، فيما استطاعت نوال الزغبي الفوز بحضانة أولادها بعدما أبقى عليهم زوجها السابق إيلي ديب ومنعها من رؤيتهم.