كلنا يعرف أنّ الغازات المنبعثة من السيارات مضرّة بالصحة، هذه معلومة عامة وقديمة. في الكثير من الأحيان، نسمع عن إبتكارات جديدة في مجال النقل، تسعى من خلالها الشركات المصنعة الكبيرة إلى إنتاج سيارات صديقة للبيئة وصحة الإنسان... لكنّ هذه الرغبة ما زالت غير كافية لتحمي صحة الإنسان من انبعثات العربات المتحركة، وخصوصاً في المدن.
بعيداً عن العموميات، تحتوي انبعاثات السيارات على أنواع معيّنة من الجزيئيات والغازات، المصنفة عالية الخطورة. "أنا زهرة" يأخذك في جولة سريعة على هذه السموم، وأثرها في صحتك.
الجزيئيات:
يمكن أن تعلق هذه الجزيئيات في الجهاز التنفسي، لكن الصغيرة جداً منها، تتسرّب إلى أعماق الرئتين. يمكن لهذه الجزئيات أن تزيد من تعرض الأطفال إلى الحساسية، لكنها على المدى الطويل تسبب سرطان، وصعوبات تنفسيّة كبيرة، أمراضاً في القلب.
غاز الكبريت:
على المدى القصير، يمكن أن يؤدي هذا الغاز إلى نوبات ربو، ويمكن أن يسبب شعوراً فورياً بالإختناق إثر استنشاقة. التعرض المتواصل لهذا الغاز على المدى الطويل، يسبّب بالوفاة.
النيترات:
على المدى القصير يمكن أن يؤدي إلى إضعاف مناعة الجهاز التنفسي، وبالتالي إصابة الشعب الهوائية في الرئتين بالتهابات فيروسية، كما أنّه يرفع درجة الخطر، والإصابة بنوبات عند مرضى الربو. أمّا على المدى الطويل، فيمكن للنيترات أن يسبّب أذى للعينين، ويرفع نسبة الأحماض في الجسم.
الأوزون:
يعتبر الأوزون من أكثر الغازات عدائية لجسم الإنسان. ويسبب هذا الغاز إضطرابات سريعة في العين، والأنف، والحنجرة. ويمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى الوفاة.
أول أوكسيد الكربون:
جرعات كبيرة من هذا الغاز يمكن أن تكون قاتلة وبسرعة. أمّا التعرض لجرعات خفيفة منه، فقد يسبّب عطباً في الدماغ، والقلب، والعضلات، إضافةً إلى تشويه الأجنة في بطون الحوامل.
المركبات العضوية المتطايرة:
لا يمكن أن نلحظ أثر هذه المركبات بسرعة، لكنها تؤدي إلى السرطان على المدى الطويل.
هذا أثر كل ّمادة على حدة، ولك أن تتخيلي مفعول هذه المواد مجتمعةً في الهواء المحيط بنا، والمثقل بانبعاثات السيارات.
في الخلاصة، كلّ مادة من هذه المواد مؤذية لصحتنا أكثر من الأخرى. وتقر "منظمة الصحة العالمية" في أحدث تقاريرها، أنّ ثلاثة ملايين إنسان يلقون حتفهم كلّ عام جراء التلوّث الناتج عن الغازات المنبعثة من السيارات.
ويبقى السؤال كيف نحمي أنفسنا والأجيال القادمة من هذا التلوّث القاتل؟