على رغم هدوئها وقلّة كلامها وإطلالاتها، إلا أنّها فاجأت الجميع بمبادئها الثورية حين انضمت إلى المتظاهرين منذ بداية "ثورة 25 يناير". وعلى رغم ما تعرّضت له من اعتداءات بلغت حدّ الضرب، إلا أنّها أصرّت على استكمال المسيرة حتى النهاية. بل أصرت على اصطحاب أطفالها الثلاثة معها، ليشهدوا لاحقاً على ما حدث في ميدان التحرير. إنّها الفنانة جيهان فاضل التي التقتها "أنا زهرة" لتتحدث عن سرّ مشاركتها في "ثورة النيل" وعما تعرضت له من اعتداءات.


بصفتك من المشاركين في الثورة، ما رأيك بما يحدث حالياً في مصر؟
خائفة طبعاً على البلد ومن محاولات تشويه الثورة وإجهاضها من قبل مجموعة من الفاسدين الذين ما زالوا موجودين بيننا، ويحاولون إثارة الفتن الطائفية والفوضى والبلطجة لإجهاض الثورة.


ما رأيك بالقائمة السوداء التي تضم مجموعة من الفنانين الذين عارضوا الثورة؟
أرى أنّ كل من هاجم الثورة إما كانت لديه مصلحة في استمرار الفساد، وإمّا تم تضليله إعلامياً، ولا يمتلك وعياً بما يدور حوله. لكن كلّ ما يهمنا حالياً أن نتخطى هذه المرحلة، وننتبه لما يحدث حولنا، سيما أنّ الثورة لم تنتهِ بعد بل ما زالت مستمرة.


استغرب بعضهم مشاركة بعض الفنانين في الثورة، كونهم لا يعانون من مشاكل مادية، ما تعليقك؟
وهل تقتصر الثورة على المطالب المادية؟ الثورة تنادي بالحرية والديمقراطية والعدالة، شاركت فيها بصفتي مواطنة مصرية معنية بأحوال بلدها، وتخشى على مستقبل أولادها.


ما المشهد الذي لا يمكنك نسيانه من الثورة؟
دماء الشهداء التي كانت تسيل أمام أعيننا


وما حقيقة إصابتك بالرصاص في التظاهرات؟
الحمد لله، إصابتي كانت بسيطة مقارنةً بما شاهدته من إصابات. لقد أصبت برصاص مطاطي، بالإضافة إلى الضرب والعنف الذي تعرضنا له جميعاً في تظاهرات "جمعة الغضب". وأعترف أنّ آلامي زادت من إصراري على المشاركة حتى النهاية.


هل منعك زوجك من المشاركة في التظاهرات بعد كل ما تعرّضت له؟
على العكس. زوجي وأبنائي ووالدي ووالدتي كنّا جميعاً من المقيمين في ميدان التحرير وسط البرد والأمطار. تحمّلنا هذه الأوضاع القاسية حتى ننتصر للديمقراطية والحرية.


لماذا كنت تصطحبين أبناءك معك إلى الميدان رغم صغر سنّهم؟
تعمّدت اصطحابهم معي حتى يتذكروا هذه المشاهد في ما بعد. إنّني أحرص على تربيتهم على ممارسة حريتهم والتعبير عن آرائهم رغم عدم وعيهم بما يحدث حالياً. هم ما زالوا صغاراً، فعالية تبلغ 8 سنوات، وزياد خمس سنوات، وأدهم يبلغ عامين. لكنّهم سيدركون الموقف جيداً عندما يكبرون.


أما خشيتِ من أعمال البلطجة والعنف في ظل غياب الشرطة عن شوارع القاهرة؟
أنادي أولاً بمعاقبة رجال الشرطة الفاسدين الذين قتلوا المتظاهرين وأصابوهم، فضلاً عن عناصر الشرطة غير الشريفة. يجب أولاً محاكمتهم كلّهم. وأرى أنّ كل من يقوم بأعمال التخريب والبلطجة ليس مصرياً. المصريون هم من كانوا يقفون لحماية أنفسهم وبيوتهم وجيرانهم خلال الثورة.


ألا تتمنين المشاركة في عمل عن الثورة؟
بالطبع، أتمنى ذلك وسأشارك في فيلم "الفاجومي" الذي يتناول سيرة الشاعر أحمد فؤاد نجم. يحمل الفيلم الروح الثورية المعروفة عن الشاعر الكبير.


وماذا عن دورك في الفيلم؟
أجسّد شخصية آمال وهي فتاة من منطقة شعبية تواجه الكثير من الصعوبات في حياتها اليومية. كما أنها واحدة من النساء اللواتي عشن مع أحمد فؤاد نجم العديد من التجارب.


وماذا عن مشاركتك في مسلسل "نور مريم"؟
أجسّد شخصية صحافية تكشف قضايا الفساد التي يتناولها العمل.


ماذا عن برنامج المواهب الذي كنت تنوين تقديمه؟
هو برنامج يعتمد على اكتشاف المواهب الجديدة في التمثيل وإبرازها للمخرجين حتى يتم اكتشاف هؤلاء الشباب، ويشقوا طريقهم في مجال التمثيل. وكان يُفترض أن يعرض، لكنّ الثورة أجّلت عرضه.