بعد غياب سنوات عن المشهد الدرامي السوري، سواءً من خلال العمل في التلفزيون أو على خشبة المسرح الذي هجره منذ عام 1992، يعود دريد لحام ليكمل مسيرته بنشاطات فنية عديدة دشّنها بمسرحيته الجديدة "السقوط".
دريد لحام المعروف بأنّه صاحب قضايا وطنية، وتصريحاته تصبّ دوماً إلى جانب المواطن العربي، يرى اليوم أنّه رغم الضعف المسيطر على الأمة العربية، إلا أنّ الشعب العربي أظهر بأنّه لديه ضميراً صاحياً، وخصوصاً في ظلّ الثورات الشبابية في مصر وتونس وليبيا. ورحّب بانتصارات الشباب في مصر وتونس، رافضاً الحديث عن موضوع الفيديو الذي انتشر مؤخراً ويجمع عدداً من الفنانين مع الرئيس الليبي معمر القذافي في سهرة أقيمت في منزل لحام. وأشار إلى أنّ الموضوع أخذ أكثر من حجمه، موضحاً أنّه لم يكن يعلم حين زاره بأنّه مجرم.
وأضاف الممثل السوري لـ"أنا زهرة" أنّ مسرحيّته "السقوط" التي بدأ بعرضها في قطر قبل أشهر تشكّل قراءة صحيحة للواقع العربي. وأضاف أنّها قد تعطي نظرةً عن مستقبل الدول العربية، مؤكداً بأنّ المسرحية تعبّر عما يحدث اليوم في الأمة العربية. وهي مكوّنة من عروض عدة يعبّر كل منها عن سبب من الأسباب الأساسية لضعف الأمة العربية كـ"انعدام الديمقراطية"، و"الفساد" وغيرهما. ثم تنتهي بمواطن ينوي بيع هويته. وأشار لحام إلى أنّ المسرحية عرضٌ صادم، تقدّم قراءةً للواقع بمختلف التفاصيل الاجتماعية. وأشار إلى أنّ المسرحية تختتم بأغنية الفنان الراحل عبد الحليم حافظ "أحلف بسماها وترابها".
وعن عرضها في قطر قبل سوريا، أشار إلى أنّ الشركة المنتجة للمسرحية هي قطرية. لذلك كان عرضها الأول في قطر، مضيفاً أنّه كان مقرراً أن تعرض في دول عربية عدة، لكنّ الوضع المتردي والأحداث التي تجري حالياً على الساحة العربية حالا دون عرضها في الوقت الراهن. لكنه أكد بأنّ المسرحية ستعرض في سوريا مع بداية فصل الصيف.
لحام الذي لم يقدم عملاً مسرحياً بعد "صانع المطر" و"العصفورة الصغيرة" عام 1992، كان يعتقد بأنّه اعتزل المسرح. لكنّه أكد بأنّ المسرح لم يعتزله، بل بقي في داخله، حتى أنّه كان "يغار" عندما كان يشاهد أعمالاً مسرحية. وأشار إلى أنّه يرى في الممثل اللبناني جورج خباز ممثلاً مسرحياً كوميدياً، متمنياً أن يجمعهما عمل مشترك. وأضاف ممازحاً أنّه يشكّل مع خبّاز "أكلة لحم بالعجين" باعتبار أنّه لحام وجورج الخباز.
وأشار لحام إلى أنّ إعادة عرض المسرحيات التي قدمها خلال مسيرته أمرٌ مستحيل حالياً، نظراً إلى أنّها قُدِّمت ضمن فرقة "تشرين". واليوم، هناك الكثير من أعضاء هذه الفرقة قد رحلوا. لكنه تابع بأنّ الفنان عمر حجو والكاتب وليد إخلاصي يقومان حالياً بمشروع إعادة إحياء المسرحيات القديمة بنفس شبابي وبرؤية عصرية.
من جهة ثانية، أعرب لحام عن سعادته بالعودة إلى التلفزيون من خلال مسلسل "الخربة" من تأليف ممدوح حمادة وإخراج الليث حجو. وأشار إلى أنّ العمل لا يشبه مسلسل "ضيعة ضايعة" كما تردد في بعض الوسائل الإعلامية، مضيفاً أنّه عمل مغاير تماماً، وهو مسلسل كوميدي يتناول قصة عائلتين من قريتين في مدينة السويداء.
على صعيد آخر، تحدّث لحام عن خلافه مع الفنان رفيق سبيعي وأكد بأنّه خلاف مع صديق وليس مع زميل مهنة. وأشار إلى أنّه لا يمانع أن يجمعهما عمل واحد في المستقبل. وأكّد في الوقت نفسه أنّه اعتذر عن عدم المشاركة في مسلسل "طالع الفضة" الذي يشارك فيه سبيعي، لأنّه كان قد قبل مسلسل "الخربة". وأضاف أنّه لا يستطيع أنّ يرتبط بعملين في آنٍ واحد. وأضاف أنّ الأمور بينه وبين رفيق سبيعي صارت أفضل اليوم بعدما أجرى كلٌ منهما مراجعة ذاتية.
وعلى صعيد حياته الشخصية، أكد لحام بأنّه سعيد جداً مع عائلته، واصفاً زوجته هالة بأنّها صديقته غالباً، لكنها حبيبته دائماً. وأكّد بأنّها تحمل شيئاً من شخصيّة والدته "مريم". كما أشار إلى أنّ صداقة قوية تربطه بأحفاده، خصوصاً حفيده "دريد جونير" المتواجد حالياً في سويسرا.
كما دعا لحام إلى الاحتفال بالوطن في يوم عيد الأم، معتبراً أنّ الوطن هو الأم، وأنّ الأم هي الوطن في الوقت نفسه.