كان الازدحام لا يصدق في شارع فارين المؤدي لمتحف رودان أمس، أقفل الطريق تقريباً بالحضور وسيارات الأجرة والكثير الكثير من المصورين والصحافيين والفضوليين ومتابعي الموضة. كل هؤلاء جمعهم عرض كريستيان ديور الذي أقيم في المتحف، وهو العرض الذي سبقته حادثة طرد المصمم المبدع إدوارد غاليانو من الدار بعد أن تم تصويره وهو مخمور يتلفظ بألفاظ صنفته ضمن فئة المعادين للسامية. بين صفوف الجماهير شاب يرفع لافتة كتب عليها "لقد غادر الملك". 

جاء معجبو غاليانو ليروا آخر تصاميمه لخريف شتاء 2011 في باريس ويودعونه بهكذا عبارات.


أقيم العرض في غياب مصممه إذن، ومن اللافت والذي لا يخلو من إشارة، ظهور العارضات بتسريحات ومكياج يعود بنا إلى أربعينيات القرن الماضي. تجعيدات الشعر وتصفيفه بطريقة كلاسيكية وإكسسوارات تعود بنا إلى أفلام الأسود والأبيض، مثل ريشة طويلة على الشعر أو قبعة في غاية الرقة. العيون الدخانية الغامضة وألوان الشفاه المرجانية برزت بشكل واضح في غالبية الإطلالات. ومع الإصرار على الكلاسيكية سمح ديور بشيء من الفوضوية في الشعر، إنه نصف كلاسيكي نصف حداثوي هذه المرة؛ الشعر "الميسي" حاضر على نحو خجول.


هكذا كانت عرض ديور إذن، فمع الموسيقى الكلاسيكية كان كل شيء كلاسيكياً يعود بالحضور إلى سنوات بعيدة ويجدد الاعتراف بأناقة نساء الماضي.