الموجات الكهرومغناطسية الصادرة عن الهاتف الخليوي قد تسبب السرطان، أو الطرش أو... لحظة! هذه المخاوف أصبحت من الماضي. من الآن فصاعداً، استخدمي الخليوي بكل ضمير مرتاح. لماذا؟ لأنّ دراسة جديدة، علميّة وموثّقة، أثبت ـــ للمفاجئة ـــ أن موجات الهاتف الخليوي مفيدة لتنشيط الدماغ... نعم، صدقي أو لا تصدقي.


في الواقع، ومنذ فورة الهواتف الخليويّة منتصف التسعينيات، يناقش الأطباء والجهات الصحية حول العالم، مسألة الضرر الذي يمكن أن تخلفه هذه الأجهزة على حواسنا، وخصوصاً السمع. وحتى اليوم، يختلف العلماء حول علاقة الهاتف الخليوي، بظهور أورام سرطانيّة في الدماغ. فبعض الدراسات تثبت علاقة الموجات الكهرومغناطيسية بالسرطان كعلاقة السبب بالنتيجة، ثمّ تظهر دراسات أخرى تنقض الأولى من أساسها.


الدراسة الجديدة التي وصلت إلى "أنا زهرة" أجراها أطباء في "المعهد القومي للإدمان" في ميريلاند (الولايات المتحدة)، ونشرت في صحيفة "جمعيّة الطب الأميركي" المرموقة، ونقلتها أخيراً صحيفة "لو فيغارو" الفرنسيّة.


وبيّنت الدراسة أنّ مجرّد الحركة البسيطة التي نقوم بها لوضع الخلوي على الأذن، تزيد بشكل كبيرة نشاط الدماغ. 

وبشكل أدقّ، تقول الدراسة إنّ الموجات الكهرومغناطسيّة لها أثر كبير على تنشيط الأيض في إحدى مناطق الدماغ، تلك القريبة من الأذن. وفي هذا الإطار، لاحظت الدراسة أنّ هذا النشاط ليس له أي أثر سلبي خطير على الصحة، يمكن إثباته في التجربة.


وللتوصل إلى هذه النتيجة، راقب الباحثون 47 شخصاً، طلب منهم وضع الخليوي على آذانهم لمدة خمسين دقيقة متواصلة. وفي الوقت نفسه، تم حقن هؤلاء بنوع معين من سكر الغلوكوز، لتبيان منسوب الأيض في المخّ... وتم قياس نسبة حرق السكر في الدماغ، عند تشغيل الخلوي. وتبيّن أنّ الأيض ينشط في المنطقة القريبة من الأذن بشكل ملحوظ، ويزيد حرق الدماغ للغلوكوز بنبة سبعة في المئة. ويعتقد العلماء أن هذا النشاط ينتج عن حركة غير اعتيادية يحفزها الخلوي في الخلايا العصبية المحيطة بمنطقة الأذن. ورأى الباحثون أنّ هذه الدراسة ستشكل خطوة متقدمة على طريقه دراسة نشاط الدماغ، وعلاقته بالخليوي وطريقة تفاعله معه. أمّا عن أثر ذلك على احتمال تشكّل أورام سرطانيّة، فلفتت الدراسة إلى أنّ لا شيء يثبت ذلك حتى اليوم، وأنّ تأكيد العلاقة بين الخولي والسرطان يحتاج إلى دراسات طويلة الأمد وجديّة أكثر.


إذاً ـــ وعلى ذمة العلماء ـــ الخليوي مفيد لدماغك فاستخدميه من دون قلق... حتى إشعار آخر.