كان واضحاً تأثر أيمن زيدان في بداية لقائه مع برنامج "هلا وغلا" الذي تعرضه قناة "أبوظبي الإمارات" وتقدمه الإعلامية ناديا بركات بمرض ابنه نوار. وقد بدا هذا التأثر أكثر عندما عرض البرنامج تقريراً خاصاً ظهر فيه نوار بعد إصابته بمرض السرطان. وقد تحدث نوار عن رحلته مع المرض، مشيراً إلى أنّ لديه قناعة كبيرة بأنّ هناك حياة أخرى ومعرباً عن اقتناعه بقضاء الله وقدره.

وأضاف زيدان الصغير أنّ المرض لن يمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، معترفاً بأنّ إرادته قوية ولديه عزيمة ستجعله يتغلّب على المرض. من جهته، أكد الممثل السوري أيمن زيدان أنّ لديه إيماناً مطلقاً، معتبراً بأنّ الإيمان هو القوة الحقيقية التي يتحلى بها لمواجهة هذا الامتحان الصعب، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّه متفائل بطاقة نوار وبقناعته بأنّ هناك فضاءات أخرى في هذه الحياة.

وحول تجربته مع ابنه نوار في تقديم برنامج "سوبر ديو" الذي عرُض قبل سنوات على "أبوظبي الأولى"، أشار أيمن إلى أنّهما اكتشفا بعضهما من جديد خلال البرنامج، وبأنّ نوار كان يفاجئه أحياناً.

على صعيد آخر، نفى أيمن أن يكون هناك خلاف بينه وبين الممثل باسم ياخور، مؤكداً في الوقت نفسه بأنّ هناك اختلافاً في وجهات النظر. وأشار إلى أنّ ياخور ممثل مجتهد. ورداً على ما قاله الممثل سامر المصري بأنّ أيمن زيدان نرجسي، أكد زيدان بأنّ الآخر يملك الحق في قول ما يريد، معتبراً نفسه أبعد ما يكون عن النرجسية.

كما أعرب زيدان عن سعادته بالعمل مع المخرج نجدت أنزور، معتبراً إياه رفيق التجربة الأولى في حياته، خاصةً أنّه عمل معه في أربعة مسلسلات تعتبر الأهم في مسيرته وهي: "نهاية رجل شجاع"، و"أخوة التراب"، وتل الرماد" والجوارح". وأضاف أنّه من المخرجين الاستثنائيين في العالم العربي. كما أكد زيدان بأنّ الأيام أبعدته عن نجدت، مشيراً إلى أنّ لا خلافات شخصية بينهما، بل خلاف في وجهات النظر التي لو لم تكن موجودة، لكانت الدراما السورية رتيبة, إذ يرى أنّ الاختلافات مشروعة طالما أنّ هناك فضاءات مفتوحة. ويرى زيدان أنّ لكل شخص الحق في قول ما يشاء سواءً كان سلبياً أم إيجابياً، مشيراً إلى أنّه يتفق مع أي شخص يريد قول رأيه.

وأضاف أنّ الساحة الفنية مثل أي قطاع آخر، تحوي الكثير من الاختلافات، وخصوصاً أنّها عانت من مخاض الولادة، مشيراً إلى أنّ الجوهر داخل هذه الساحة هو الزمن والتاريخ المشترك بين كل من يعمل في الوسط الفني. وحول تجربته في الإخراج التلفزيوني، أكد زيدان بأنّه لديه تجربتين هما مسلسلا "طيور الشوك" الذي عرض على قناة "أبو ظبي الأولى"، ومسلسل "ليل المسافرين". وأضاف أنّه سيبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة بتصوير مسلسله الجديد "ملح الحياة" من إنتاج مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والدرامي.

ومن بين الصور التي عرضها البرنامج خلال لقاء زيدان صورة المطربة السورية ميادة بسيليس التي قال عنها زيدان بأنّها الصوت الذي يرافقه في كل مكان، وأنّها من أحب المطربات السوريات إلى قلبه. وأشار إلى أنّ علاقة صداقة قديمة تربطه بها وبزوجها الموسيقي سمير كويفاتي. وأضاف أنّها المطربة الوحيدة التي كتب لها أغنية وأخرج لها "فيديو كليب". كما صرّح زيدان بأنّه سيعيد تجربة كتابة الأغاني، إذ أنّ هناك مشروعاً جديداً مع المطربة السورية ميادة الحناوي.

أما في مشروعه الكتابي، فأكد زيدان بأنّه قام بتأليف كتاب "ليلة رمادية"، مشيراً إلى أنّ الرمادي يثير مشاعر عديدة، ففيه الحزن، وقليل من التفاؤل، مع الفرح. وعن علاقته بالممثل جمال سليمان، أكد زيدان بأنّهما درسا معاً وتخرجا من المعهد العالي للفنون المسرحية في الدفعة نفسها، ووصفه بأنّه صديق، والسفير الحقيقي للدراما في العالم العربي. كما أعرب عن سعادته بنجاحه الكبير في الدراما المصرية، قائلاً إنّه أثلج صدره عند نجاحه في المحروسة.

وحول تجربته في الدراما المصرية التي أثمرت عملين، أحدهما "عيون الرماد"، فأكد بأنّه لم يحظ بنسبة متابعة كبيرة بسبب توقيت عرضه، مشيراً إلى أنّ نجاح أي مسلسل يعتمد على عوامل عدة، بيها عامل توقيت المسلسل، وعدد المحطات التي تعرضه، بالإضافة إلى المزاج العام. وأضاف أنّ صرحاً فنياً عربياً كبيراً تتمتّع به مصر، مشيراً إلى أنّ ليس كل من ينجح في مصر هو فنان استثنائي، وليس كل من لا ينجح في مصر، هو فنان استثنائي أيضاً. كما أوضح أنّه لا توجد منافسة بين الممثلين السوريين الذين يعملون في مصر، بل هناك تكامل مع بعضهم.

وفي موضوع أجر الفنان في سوريا، قال زيدان بأنّ الأجور منخفضة لأنّه لا يوجد سوق داخلي في سوريا، كما في مصر التي تعتمد على السوق الداخلي. وأشار إلى أنّه لا يكفي أن تشتري الفضائيات الأعمال فقط، معتبراً بأنّ الدراما صناعة وسوق، بعدما كانت مشروعاً ثقافياً. كما نفى أن يكون تقاضى عشرة ملايين ليرة سورية (ما يعادل 200 ألف دولار) على أحد الأعمال، مؤكداً أنّه لا يجب التصريح بالأجور التي لا تشكّل معياراً لأهمية الممثل، معتبراً بأنّها مسألة "سخيفة".

أيمن زيدان الذي خسر في انتخابات نقابة الفنانين في دورتها الأخيرة أشار إلى أنّ النقابة في سوريا تعتبر أكثر نقابة متطورة في المنطقة من حيث التأسيس والقوانين التي تعمل بها، لكن لا يزال دورها ضعيفاً على مستوى التنفيذ وفي قانون الانتخابات. وعن رأيه في الدراما الخليجية، أكد بأنّ رواجها بحد ذاته تطوّر، مشيراً إلى أنّه يمكن أن تحقّق في السنوات القليلة القادمة نجاحاً كبيراً.أما على صعيد حياته العائلية، فقد أشار إلى أنّ شكسبير ـ أي الحديث عنه ـ هو من عرّفه بزوجته نشوى التي عبّر لها عن حبه واحترامه.أيمن زيدان المتزوج أربع مرات، صرح بأنّ هناك فنانين خاضوا تجارب في الزواج أضعاف تجاربه، وتمنى أن تكون نشوى الزوجة الأخيرة في حياته.

يذكر أنّ أيمن زيدان انتهى من تصوير دوره في الجزء الثاني من مسلسل "يوميات مدير عام" الذي ألفه خالد حيدر وقام بإخراجه زهير قنوع. ومن المتوقع أن يحقق العمل نسبة متابعة كثيفة، نظراً إلى نجاح الجزء الأول الذي قدمه زيدان قبل أكثر من 15 عاماً.