تحدَّثنا في السابق عن مخاطر ارتفاع ضغط الدم على القلب والشرايين. وأخبرناك أنّ هذا المرض، أشبه بقاتل صامت، لأنّه لا يحمل أي أعراض واضحة. حين يصير ضغط الدم قوياً، يضرب بتدفّقه أطراف الشرايين، بشكل عنيف، يؤدي ذلك إلى جعل أطرافها رقيقة، ما يسبب ضرراً لا يقتصر فقط على القلب، بل يطال أيضاً الدماغ، والكلى، والأطراف...


رغم صعوبة الكشف على الإصابة بارتفاع ضغط الدم، إلا أنّ هناك بعض المؤشرات التي قد تساعد المرضى على تفادي الجلطات الناتجة عن الإهمال. هناك وسائل عديدة للتنبّه لخطر هذا المرض، والتعاطي معه بطريقة صحية قد تجنبنا تفاقم الأزمة. "أنا زهرة" تقصى لك عن بعض الأعراض التي يمكن أن تنبّهك إلى ارتفاع محتمل في ضغط الدم، وعن وسائل ضرورية لكشفه المبكر.


1. أحد أول المؤشرات على الإصابة المحتملة بارتفاع ضغط الدم، هو بحسب طبيب القلب والشرايين أحمد زكريا، "آلام الرأس، والشعور بالدوار، وسماع أصوات طنين في الأذنين. هذه الأعراض تترافق عادةً مع ارتفاع ضغط الدم، لكن لا يمكنها أن تؤكد إصابتنا به لأنّها شائعة وقد تكون ناتجةً عن مرض آخر". من الطبيعي أن يتغير ضغطنا بين يوم وآخر، إذ يمكنه أن ينخفض في وقت الراحة، ويرتفع عند الغضب، أو التعب، أو الشعور بالحماسة، أو الحزن الشديد. "المشكلة تكمن حين يبقى ضغطنا مرتفعاً، ولا يعود إلى حدوده الطبيعية"، يشرح الطبيب. "حينها، يمرّ القلب في مرحلة إجهاد قد تؤذيه على المدى الطويل". ويمكن للضغط المرتفع أن يسبب أيضاً مشاكل في الذاكرة، وجلطات. "من هنا ضرورة إجراء كشف دوري على الضغط للتأكد من أنّه ليس مرتفعاً كثيراً"، يقول الطبيب.


2. "بعد الأربعين يكون الكشف الدوري على ضغط الدم أمراً مهماً، خصوصاً إن كان المرء يعاني من مشاكل في الوزن، وإن كان من المدخنين، وإن كان أحد أفراد عائلته مصاباً بهذا المرض"، يشرح الطبيب. في شكل عام، لا يجب أن يزيد الضغط عن 14/9 إن كان الإنسان في وضعية راحة.


3. أحياناً يكون الكشف على ضغط بعض المرضى ضرورياً في المنزل، وهذا ما توفره آلات قياس الضغط المتوافرة حالياً، والمجهزة للإستعمال الفردي. وينصح الطبيب من يشكون بإصابتهم بارتفاع ضغط الدم أن يحصلوا على آلة كهذه، ويقوموا بقياس ضغطهم ثلاث مرات يومياً، أثناء الراحة، لثلاث أيام متتالية، وأن يكتبوا تقريراً بعدل الضغط في هذه الأيام، على أن يعرضوه على الطبيب، لمساعدته على تشخيص حالتهم بشكل أفضل.