إن كنت تتبعين حمية، فمن الأفضل أن تنسي الغاتو، والدوناتس، والمشروبات الغازية، والحلويات العربيّة... وبما أنّ الرشاقة هي هوس العصر الأكبر والأهم، وبما أنّ الكثيرات منّا لا يستطعن مقاومة شكل لوح الشوكولا، وجدت الصناعات الغذائية وسائل كثيرة لتتفنن في اختراع منتوجات "خالية من السكر" أو "لايت"، تكتسح رفوف المتاجر. الشوكولا، البسكويت، حتى العلكة صارت تنتج على شكل أصناف "لايت". لكن هل تعرفين ماذا تحتوي هذه المنتوجات؟ وإن كانت مناسبةً لصحتك أم لا؟


يشرح الصيدلاني عامر البونجي أنّ المنتوجات "الخالية من السكر" تحتوي على نوعين من المحلّيات الصناعية. "المحلّيات الصناعية المشتقة من مركبات البوليول من جهة، والمحليات الشديدة الحلاوة ومنها الأسبرتام من جهة ثانية".
يحتوي النوع الأول من المحليات على 2.5 سعرة حرارية في الغرام الواحد، أي أنّه نسبياً خالٍ من السعرات الحرارية بالمقارنة مع السكر الحقيقي. "تمتاز مركبات البوليول بأنّها لا تسبب تسوّس الأسنان. قدرتها على التحلية أقل من السكر العادي، مما يستدعي استخدام كميات كبيرة منها، وهي مناسبة لمرضى السكري، لأنّها لا تهضم بسرعة، بشكل يجعل عملية سريانها في الدم بطيئة"، يشرح الصيدلاني. لكنّ سيئات هذه المحليات، أنّ عمليّة هضمها البطيئة تؤدي إلى بقائها على شكل ترسبات في الأمعاء. "عدم اكتمال عملية هضم هذه المواد، يمكن أن يسبب اضطرابات هضمية مثل النفخة، والغازات، وأحياناً الإسهال".تستخدم مركبات البوليول في العلكة الخالية من السكر، وحبات البوبون المستخدمة لعلاج آلام الحنجرة.


من جهة أخرى، يستخدم النوع الثاني، أي محليات الشديدة الحلاوة في تصنيع السكر الصناعي، مثل ذلك المستخدم في علامة "كانديريل". "ميزات هذه المحليات، وعلى رأسها الأسبرتام، أنّ طعمها أشد حلاوة من السكر بكثير، ولا تحمل أي أثر يذكر للسعرات حرارية"، يشرح الصيدلاني. إنّها بكل بساطة أنواع سكر مزوّرة، تصنّع على شكل مكعبات أو بودرة، وتستعمل مع الشاي والقهوة، وأحياناً في تصنيع الحلويات. لكنّ قدرتها على الصمود في وجه الوقت قليلة جداً، إذ يمكن أن يتغير طعمها وتفسد. "في السنوات الأخيرة، تضاربت الدراسات كثيراً حول مخاطر الأسبرتام، وذهبت بعضها للقول إنّه يسبب السرطان، لكنّ ذلك لم يتمّ إثباته حتى الآن، ولا تزال الهئيات الصحية الرسمية حول العالم تسمح باستخدامه"، يشرح البونجي.