ربما بكون الفراق عن الأحبة جزء من قدر الإنسان، وكثيرة هي أشكال الفراق ولكن من أشدها بعد الموت. ألم الانفصال عن شريك الحياة وهو الحبيب والزوج. فمن الصعوبة الكبيرة على المرأة أن تعتاد على الرجل، ومن الأصعب أن تتركه وأن تبدأ في تجربة جديدة لتعتاد على رجل آخر، أو ربما الأصعب أن تعتاد على الوحدة.


وحين نتحدث عن الطلاق فنحن لا نتحدث عن مشلكة نادرة الحدوث، فلنأخذ المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، ففي إحصائية أجريت سنة 2008 تبين أن نسبة الطلاق قفزت في الممكلة من 19 بالمائة في 2002 إلى 35 بالمائة في 2008.وبحسب إحصائيات وزارة العدل السعودية ، بلغ إجمالي عدد حالات الطلاق في العام 2008ما يقدر ب "18765" حالة من بين 90983 حالة زواج ، أي أن المملكة شهدت حوالي 52 حالة طلاق يومياً. وليست السعودية سوى نموذجاً على ارتفاع نسب الطلاق عموماً في العالم العربي مثل مصر والأردن والكويت وسوريا، ولكل دولة حالة وأسباب مختلفة، ولكن غالبية الأرقام تشير إلى أن نسب الطلاق قبل الدخول هي الأكبر في العالم العربي، ويقدر علماء الاجتماع إلى أن ذلك يعود إلى تدخل الأهل في الاختيار أو الإجبار على الشريك.


وتشير الطبيبة النفسية عالية أصلان في كتابها "الرياضة النفسية" إلى أن هناك عدة طرق يمكن للمرأة أن تتحاوز بها وحدتها الجديدة وتعلقها بالماضي، وهي صاحبة تكوين نفسي يختلف عن الرجل، وقدرتها على التعامل مع الانفصال أكثر هشاشة منه. خاصة إذا تخلل الطلاق والفراق الكثير من الألم أو إذا كانت مازالت تحبه. عليك أيتها المرأة أن تتقني فن النسيان. وإليك بعض من الرياضات النفسية التي تحتاج إلى قوة منك وإصرار.

أولاً: سيحاول التلاعب بك انتقاماً، أو ربما يحن إليك فقط ، سيتصل لسببين يتأكد من أنك لن تنسينه أو ربما ليتأكد من أنك تتعذبين. إياك أن تجيبي، خاصة إذا كان الانفصال بلا أولاد. أو كان مجرد حبيب طويته في الماضي. وإن اقتضى الأمر لتكبحي نفسك غيري رقم هاتفك. وابكِ قدر ما أردت.


ثانياً: حسناً ستحاولين إذن تتبع أخباره ومعرفة مايفعل في حياته. وربما تتلصين على صفحته في الفيسبوك وتتلصصين على آخر صوره. توقفي حالاً. قومي بإلغائه من صفحتك. الموضوع سيأخذ ثانية ويؤلمك شهراً ويريحك سنوات.


ثالثاً: الاحتفاظ بأشيائه، لن نكون قساة ونقول تخلصي من كل شيء. احتفظي بأول هدية، بشيء للذكرى حين يصير شعرك أبيض. ولكن الآن ضعي كل أشياءه في صندوق تخلصي منها برميها. ووضع العزيز جداً في السقيفة. إنها سقيفة تفتحينها في الشيخوخة فقط.


رابعاً: كفي عن إرسال الرسائل القصيرة والطويلة، أو شراء رقم جديد والاتصال لسماع صوته. لماذا تحبين تعذيب نفسك؟ لقد تركك وانفصلتما لأي سبب كان. ومهما كان المخطئ فيكما توقفي عن جلد الذات.


خامساً: طبعاً لقد نفذت كل ماسبق، ولكنك ستحتالين على نفسك بأن تسألي عنه أصدقاءكما المشتركين، الذين ستخططين للقاء بهم، وستقولين عنه كلمات تعرفين أنها ستصل إليه. تجنبي رؤية أي أصدقاء من هذا النوع حتى تستعيدي توازنك. وإن حدث والتقيت بأحد منهم تجاهلي السؤال عنه تماماً وإن حضرت سيرته فتظاهري بأنك لم تسمعي شيئاً.


سادساً: أرجوك أطلقي سراح الأمل. لا تبقِ على شيء منه. لقد انتهى الأمر. غيري كل شيء: شكلك ولباسك، ابدئي في دراسة جديدة، أو دورة يوغا، سافري في رحلة قصيرة. غيري أثاث الشقة. فكري بأنك أعطيت فرصة لتبدئي من جديد مع شخص آخر.