مينة خوجة اسم لامع في عالم الغذاء اللذيذ والمبتكر. سيدة سعودية استطاعت أن تجمع بين الهواية والاحتراف والابتكار لتصل إلى قلوب أهالي مدينة جدة من خلال مشروعي Skitchen وMinimoz. صنعت مفهوماً جديداً في عالم الأعمال والتصوير والغذاء، وصارت منتجاتها المبتكرة متواجدة في الأعياد والحفلات في البيوت السعودية.
"أنا زهرة" التقتها لتتحدّث عن مشوارها، ونجاحاتها وأحلامها:


- منذ عام 2003 حتى الآن، قطعت شوطاً كبيراً. هل بقيت لدى مينة أحلام لم تتحقق؟
لا حياة بلا أحلام. نعم هناك الكثير من الأحلام بعضها في طور التحقيق، وبعضها في طور التخطيط. بالنسبة لـ Skitchen، افتتحنا الأستوديو الجديد المجهز لتصوير لقطات الفيديو (إلى جانب الصور الثابتة). وبالفعل بدأنا أول مشاريع إنتاج لقطات الفيديو الجماليّة الاحترافية للأغذية. على صعيد الدراسة، أتمنى أن التحق بمدرسة "كوردون بلو" الموجودة في باريس لكن ضيق الوقت حالياً يمنعني من ذلك.


- أنت "امرأة خارقة" استطعت الجمع بين أدوار الأمومة والزوجة الناجحة وإدارة الأعمال الخاصة بتفوقٍ، ما هي وصفتك السرية؟
لا أعتقد أن الموضوع يحتاج إلى أيَّ وصفة سرية. الشغف دافعي الأكبر. الشغف يجعلني أتعطش إلى تحقيق المزيد. عندما ننجز أيَّ مشروع ونشاهد نتائجه في الإعلانات أو في الأسواق، نشعر بسعادةٍ عارمةٍ. المهم هو تنظيم الوقت بفعّالية. يومي كناية عن 24 ساعةً مقسمة على العائلة والعمل وجلسات التصوير التي تمتد حتى آخر الليل، في حين أمضي صباحي على الوصفات الغذائية وابتكارها وتذوقها للوصول إلى نتائج مرضية.


- ما هي قصة أول مشروع قمتِ به؟
أول مشروع كان Skitchen. ولدت الفكرة حين كنت في بداية زواجي أُحِب تطبيق الوصفات الغذائية في منزلي باحترافية، وتجريب المنتجات الجديدة. لذلك أقترح عليَّ زوجي كونه مُصمم إعلانات أن نستغل ذلك ونقوم بمشروع. وكنت متخوفة جداً لأنّها أول مرة يتم تطبيق فكرتهُ في السعودية، أيَّ مشروع يهتم بابتكار الوصفات الغذائية وتصويرها في آن ٍ واحدٍ. هكذا بمجرد أن تواصلنا مع الشركات الكبرى عن طريق زوجي إبراهيم عباس الذي كان معروفاً في المحيطِ الإعلاني بشكلٍ كبيرٍ، نالت الفكرة إعجابهم فوراً وبدأنا العمل.


- دعينا نتحدث عن محل Minimoz، كيف بدأت قصته؟
بدأت قصة Minimoz مع بداية مشروع Skitchen. في عائلتي، اشتهرت كثيراً بوصفات الكوكيز المميزة التي يُحبها الجميع. لذلك قمتُ بإعداد جرّات صغيرة ممتلئة بالكوكيز اللذيذ، وقمتُ بإرسال نماذج منها إلى جميع الشركات التي تعاملت معها في مشروعي Skitchen. وبالفعل لاقت إقبالاً واسعاً. وفي عام 2004، قررت أن أبدأ إنتاجه منزلياً بأيدٍ عائلية. ثم افتتحنا محل Minimoz الذي لاقى رواجاً وأغلقناه حالياً لإعادة افتتاحه في موقعٍ آخر في أحد الشوارع الرئيسية في جدة.

- ولماذا اختيار الكوكيز دون غيره؟
كما قلت لأنه كان وصفة محببة في العائلة وكان مميزاً، ولم يكن منتشراً هنا بإفراط كما هو الآن.

- الآن أصبحت طاهيات الكوكيز منتشرات، كيف تميزين منتجاتك؟
المنافسة محتدمة في الميدان، لكنني لستُ خائفةً أبداً لأن منتجاتي متميزة من خلال خبرتي ووصفاتي ومواد الخام ذات الجودة العالية، بالإضافة إلى الأفكار الجديدة التي نبتكرها باستمرار الخاصة بالأعياد مثل "كوكيز عيد الحب".


- درستِ المحاسبة في الجامعة، هل تندمين على ذلك وتتمنين لو أنك تخصصت في التغذية كونك تفوقتِ بها؟
لم أندم. لكنّني في تلك الأيام، اخترت المحاسبة لأنني أحب المواد العلمية التي تعتمد على الفهم. لكن بعد التخرج، قلت في نفسي "ليتني درست اقتصاداً منزلياً أو تغذية". حالياً استفدت من دراستي الحاسوبية التي ساعدتني كثيراً في عملي.


- من الملفت أنّ اسمك من الأسماء الرنانة إعلامياً. هل تعتقدين أن الإعلام السعودي خدمك أم ما زال بعيداً عن أفكارك؟
أجد أنّه ما زال بعيداً. والمشكلة من ناحيتي أنني لا أريد الظهور إعلامياً بشكل كبيراً، فالتقاليد والعادات تكرس التحفّظ. أنا أحب الظهور بطريقة مقننة.


- لديكِ فريق مذهل، هل تجدين أنّ العمل الجماعي يزيد النجاح أم يُضعفه؟
يتوقف ذلك على المجموعة. الحمد لله أننا عائلة مترابطة، فكل شخص يضيف إلى العمل شيئاً مبدعاً.
- بالعودة إلى Minimoz، عند انتشار الكوكيز الخاص بمحلاتكم انتقد كثيرون ارتفاع الأسعار، كيف تجدين ذلك؟
كنتُ أسمع كثيراً هذا النقد. لكن أعزو ذلك إلى المنتجات العالية الجودة التي أستخدمها لأحافظ على طعمٍ مميز ٍلمنتجاتي الخاصة.


- في ظل ارتفاع السمنة، يعتقد كثيرون أن وصفات الغذاء المتعددة هي سبب سمنة السعوديين. ألا ترين أن وصفاتك تحتوي على وحدات حرارية عالية؟
الكوكيز يجب أن يحوي نسبة دهون للحفاظ على جودة المذاق، لكنني في المقابل أحرص على إعداد الكوكيز بحجمٍ ضئيل جداً Mini. ولذلك بإمكان الشخص أن يتناول حبةً واحدةً فقط للحفاظ على وزنه. وقد أعددت وصفات Low Fat لكنها لم تلقَ رواجاً كبيراً لأن الوعيًّ لدينا منخفض حيال ذلك. ولذلك، نعدها الآن حسب الطلب فقط.


- ما هي الصعوبات التي واجهتك في البداية؟
أول عقبة كانت أنّنا شركة سعودية، فالثقة ما زالت محدودة بالنسبة إلى السعوديين في هذا المجال بعكس الشركات الأميركية مثلاً. في البداية، يستخفون بقدراتنا لكن بعد اللقاء تنقلب الموازين.
أيضاً الحصول على المواد الخام المميزة كان يشكّل صعوبة كُبرى كون الأسواق المحلية لا تملك سوقاً كبيراً لها. لذلك كنا نحصل عليها من الخارج عند السفر وعن طريق الإنترنت الذي يعتبر مكلفاً نسبياً.


- هل هناك لحظة قلت فيها: أريد أن أتوقف؟
بالعكس. كل عقبة تواجهني، تجعلني أزداد إصراراً وأطوّر نفسي مرة بعد مرة. كل يوم أقول لنفسي: غداً سأقوم بعملٍ أفضلٍ.


- لو هناك فتاة تقرأنا الآن وتُريد أن تبدأ عملاً غذائياً، ما هي نصيحة مينة لها؟
يجب أن تجري الأبحاث أولاً للتأكد ممَّ تريد تماماً لأن البحوث تجعلك تطورين فكرتك. وكذلك يجب أن يكون لديها شغف وحب لما تقوم به وأن تملك الإصرار على النجاح، لأن النجاح لا يأتي بين يوم وليلة. أيَّ شخص يمكنه تحقيق كل ما يطمح إليه إذا كان دافعه الشغف.