من أسرة بسيطة تعيش في باب السويقة أحد أحياء تونس التي دشّنت أولى إنتصارات الثورة العربية، جاء المخرج شوقي الماجري الذي حلّ ضيفاً على الإعلامي زاهي وهبي ضمن برنامجه "خليك بالبيت" على شاشة "المستقبل" اللبنانية. تحدّث المخرج عن الشبان التونسيين المتفائلين الذين أعلنوها ثورةً على الفقر والجهل والطغيان، ثورة امتدت إلى مصر وليبيا واليمن والبحرين.
وأضاف الماجري أنّه شعر أخيراً بأنّ حاجز الخوف قد انكسر في تونس بعد الثورة الشبابية، مبيناً أنّ الشعب هو من يختار الأشخاص الذين سيمثلونه في الحكومة، مؤكداً أنّها المرة الأولى التي يريد فيها الشعب أن يسقط نظاماً وصار له ما أراد.
وأعرب الماجري عن سعادته بالإنفتاح والوعي الموجودين عند الشباب التونسي الذي تظاهر واحتج وأسقط النظام. لكنّه رأى أنّ هناك أولويات يجب تنفيذها. وخلال الحلقة، راح يصرّ على أنّه ينبغي للعربي أن يحترم نفسه الآن لأنّه حقق انتصارات تاريخية.
وعما إذا كان ينوي تصوير "ثورة الياسمين" في عمل فني، أكد الماجري أنّه كان التقى بعض مؤسسي السينما في تونس، واتفقوا على بعض المشاريع والمواضيع. لكنه أكد بأنّ الموضوع لم يتعد الكلام فقط.
وأضاف أنّه يتشرّف بإنجاز عمل تلفزيوني أو سينمائي يصوّر هذه الثورة العظيمة، لكنه أشار إلى أنّه قد لا يليق بمستوى الإنجاز التاريخي.
على صعيد آخر، رأى الماجري أنّ مسلسل "الاجتياح" الذي قدمه قبل أربع سنوات وتناول اجتياح القوات الاسرائيلية لمخيم جنين، قد تم الاعتراف به عربياً وعالمياً أيضاً، كونه يتحدث عن واقع حقيقي يعيشه الشعب الفلسطيني كل يوم.
وقد نال العمل حينها جائزة "إيمي" كأفضل مسلسل، وكان من بطولة عباس النوري ومكسيم خليل وآخرين.
شوقي الماجري الذي لطالما لقيت أعماله ترحيياً واسعاً من قبل النقاد والجمهور، أشار إلى أنّ فيلمه الجديد "مملكة النمل" مختلف تماماً عما قدم سابقاً عن القضية الفلسطيينية.
وفي مداخلة للممثل عابد فهد بطل فيلم "مملكة النمل"، أعرب عن سعادته بالعمل مع شوقي الماجري ليس في السينما فحسب، بل في الدراما أيضاً. وأشار الممثل السوري إلى أنّ التجربة مع الماجري تجربة سنوات طويلة، مؤكداً أنّه مخرج يقف على أرض ثابتة ويتمتّع بإبداع ملفت.
وعن رأيه بمسلسل "في حضرة الغياب" الذي يتناول سيرة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، تمنى الماجري للممثل والمنتج فراس ابراهيم التوفيق في عمله الجديد، متمنياً أن يليق العمل بشاعر الأرض.
وحول الجدل الذي حدث أثناء عرض مسلسل "اسمهان" قبل أكثر من ثلاث سنوات، أكد الماجري أنّه قدم الشخصية بكل حب بعيداً عن الإساءة لأسمهان، لكنه أشار إلى أنّه يحقّ للمخرج أن يتصرف بالنص وفق ما تمليه عليه رؤيته.
وعن الدراما التونسية، صرح الماجري بأنّه يصعب اليوم أن نقول بوجود دراما تونسية، بل هناك مجموعة من الممثلين التونسيين، مضيفاً أنّ المسرح والسينما التونسيين قد سبقا الدراما بكثير. وأشار إلى أنّ بعض المحطات الفضائية العربية لا تفضّل الدراما التونسية لسبب اعتبره الماجري مجحفاً وهو اللهجة التي تكون صعبةً أحياناً على الشعب العربي.
ولدى سؤاله عن العواصم العربية، وصف شوقي تونس بأنّها وطنه وحبيبه، فيما قال إنّه يرتاح كثيراً في دمشق التي يقيم فيها. أما القاهرة فتخيفه. فيما أشار إلى أنّ بيروت تشبه تونس وهناك قواسم مشتركة بين العاصمتين.
وختم الماجري حديثه بالتذكير بأنّ العالم العربي يعاني مشكلات كثيرة مع الغرب وخاصةً الولايات المتحدة. ودعا المواطن العربي إلى رفض أي تدخّل في شؤونه، وعدم السماح لأحد بأن يفرض عليه طريقة في الحياة مهما كان الأمر.