هل تريدين أن تسمعي قصة حقيقية عن جنون الحمية؟ إليك ما حصل مع ريم (21 عاماً). طالبة الأدب العربي، أغمي عليها صباحاً حين كانت تهمّ بالذهاب إلى صفها. وحين استيقظت في المستشفى، كانت رؤيتها ضعيفة جداً. ريم، كانت تتبع حمية قاسية، أدّت إلى اختلال في شبكيّة عينيها!


لكن من منا لم يجرب إحدى الحميات الغذائية؟ الحمية هي حديث العصر، والشغل الشاغل للسيدات اللواتي يبغين الحفاظ على صحتهن وصحة عائلتهنّ.


لكنّ دراسة فرنسيّة صدرت قبل أيام، أثبتت أنّ حالة ريم ليست فريدة. "الوكالة الوطنيّة للأمن الغذائي والبيئي والمهني" (ANSES) في فرنسا، حذرت من مخاطر الحميات الشائعة. الدراسة خلاصة جهد بحثي استمرّ طوال 25 عاماً، وشمل مئات آلاف الحالات. وتبيّن من خلال هذا البحث الطويل والموثوق، أنّ الحميات الغذائية التي يتمّ اتباعها من دون استشارة طبيب، تؤدي إلى نتائج مؤذية جداً لصحتنا على المدى الطويل. ليس هذا وحسب، فإنّ ثمانين في المئة ممن شملتهم الدراسة، خسروا أوزانهم بفضل حمية، لكنّهم استعادوا الوزن بعد أقلّ من سنة.


"إن كانت السمنة مشكلة صحية مقلقة وصعبة الحلّ، فإنّ العديد من الحميات أثبتت أنّها قد تشكّل خطراً أكبر على الصحة"، يقول أحد الخبراء الذين أشرفوا على الدراسة. "ليست المسألة في أن نتوقّف عن اتباع الحمية، لكن الأفضل أن لا نكتفي برأي أخصائي التغذية فقط. العودة إلى رأي الطبيب ضروريّة، كما اكتشفنا بعد هذه الدراسة الطويلة"، يضيف.


الطبيب هنا يمكن أن يكون طبيب قلب، أو طبيب سكري، إضافةً إلى طبيب الغدد الدرقيّة والطبيب النفسي، لكي يساعد أخصائي التغذية في تفادي المشكلات الصحيّة الناتجة عن فقدان الوزن، وعن نقص مواد غذائية أساسيّة من جسمنا. تشخيص الطبيب لمسببات السمنة، ولدرجة تأثر جسمنا بالحمية، أمر ضروري، لكي تتم خسارة الوزن بأمان، وللمحافظة على وزن طبيعي.


بعض الحميات تؤدي إلى فقدان وزن العضلات، وليس فقط مخزون الدهون. وبعض الحميات المنحفة، قد تسبب بضعضة عظامنا، وترقق العظام على المدى الطويل. "الحميات التي تعتمد على تخفيف نسبة السعرات الحراريّة، قد تؤثر في القلب، وقد تؤدي إلى وفاة بعض الأشخاص ذوي البنية الهشّة"، يقول الخبراء الفرنسيون. أمّا الحميات المعتمدة على نظام يركز على البروتيين (اللحوم، البيض، السمك...) ، فقد تؤثر في الكلى، لأنّ منسوب البروتينات في الجسم سيزيد عن الحد المطلوب.


وماذا عن استعادة الوزن بعد الحمية؟ اتباع نمط حياة صحي هو الحل الوحيد لتثبيت الوزن. وهذا النمط الصحي يجب أن يشمل الرياضة في الدرجة الأولى. "المصابون بمرض السمنة، يجب أن يلجأوا إلى الحمية. لكن ليس أي حمية. من الضروري أن يبقى مريض السمنة تحت مراقبة الطبيب بشكل دائم. فخسارة الوزن، ثم إعادة اكتسابه تتركان الكثير من الآثار الجانبيّة" تخلص الدراسة.


انتبهي إن كنت تعانين من الوزن الزائد أو السمنة. نوعية طعامنا ليست لعبة. الضغط الإجتماعي، وانعدام الثقة بالنفس قد يدفعان البدينات إلى تجريب أي حل... لكن هل سيكون ناجعاً؟ تابعي زاويتنا على "أنا زهرة" للمزيد من النصائح الغذائية الصحية، واستشيري طبيبك، وليس جاراتك، أو صديقاتك. فما يناسب أجسامهنّ، قد لا يناسبك أنت بالضرورة!