لم يستطع فراس ابراهيم فرض نفسه على الساحة الفنية السورية والعربية كنجم يشار له بالبنان ولا أن يرتقي بنفسه الى فناني صف أول. بقي الممثل السوري دوماً فنان "الظل" أو فنان صف ثالث. حتى أنّ المشاهدين لا يذكرون له دور بطولة أو مسلسلاً ترك بصمة في عالم الدراما. إذ يفتقر ابراهيم إلى الحضور وخفة الظل ومواصفات النجومية وأهمها الـ "كاريزما". بقي حبيس أدوار ثانوية لا تعلق في بال، ليتحوّل منذ فترة إلى منتج يفرض نفسه على الأعمال الدرامية كما حصل في مسلسل "أسمهان". إذ استطاع أن "يحشر" نفسه حشراً في دور فؤاد الأطرش شقيق أسمهان وفريد الأطرش. ولو استطاع أن يقدّم دور فريد الأطرش في المسلسل، لما توانى لحظة واحدة عن ذلك. مع ذلك، لم يستطع ابراهيم تحقيق أي حضور أو لفت النظر في دور فؤاد رغم كل تصنّعه في تقديم الشخصية. وبقي دوراً هامشياً، ومَن حصد النجاح وقتها كان سلاف فواخرجي، وورد الخال وأحمد شاكر الذي أشاد النقاد بدوره في شخصية فريد الأطرش. فيما لم يلتفت أحد الى دور فراس ابراهيم الذي سيجسّد اليوم شخصية الشاعر الكبير محمود درويش كونه منتج مسلسل "في حضرة الغياب" في إشارة إلى أحد دواوين شاعر الأرض. إمكانات فراس ابراهيم الفنية المحدودة وثقل ظله أمام الكاميرا ينبئان بفشل العمل قبل عرضه كون قامة بحجم محمود درويش سيجسدها ابراهيم الذي يُعد شخصية "قزمة" فنية لم ينل يوماً إعجاب الجماهير وحبّهم في أي عمل رمضاني سابق، ولا يحسب من فناني سوريا الأوائل. لكن بما أنّه منتج العمل، فقد استطاع بـ "فلوسه" فرض نفسه وترشيح نفسه لبطولة مسلسل يحتاج إلى قمة فنية جبّارة تجسد حياة الشاعر الحافلة، إضافة إلى حضوره الآسر وأسلوبه المميز في إلقاء الشعر. اذ يعتبر درويش من أهم شعراء المنابر، لا أحد يعرف كيف سيستطيع إبراهيم إلقاء القصائد في المسلسل أو لعلّه سيتم تجاهلها حتى لا يظهر ضعف أدائه التمثيلي.


فراس ابراهيم يحكم على مسلسله بالفشل قبل أن يبدأ بسبب إصراره على تقديم شخصية درويش بدلاً من الاستعانة بممثل قدير وصاحب قاعدة جماهيرية عريضة. وقد قوبل عناده بانطلاق أكثر من حملة على "فايسبوك" تطالبه بعدم تقديم الدور، وشنّ روّاد هذه الصفحة حملة نقد لاذعة عليه. إذ كتب أحدهم: "الشعب يريد إسقاط فراس ابراهيم"، فيما نصحه آخرون بتجسيد شخصية المغني رابح صقر أو جواد العلي. كذلك، اتّهمه بعضهم بأنّه يريد تحقيق نجومية وبطولة متأخرة عبر فرض نفسه بالقوة وتقديم شخصية شاعر يحظى بجماهيرية كبيرة ومحبوب في العالم العربي، في حين أنّ فراس ابراهيم لا يعتبر ممثلاً محبوباً لدى الناس. وسخر كثيرون من ابراهيم ورشّحوه لدور البطولة في إعلان "علكة" أو مسحوق غسيل، معتبرين أنّ أفضل من يقدم هذا الدور هو تيم حسن. وقد لام هؤلاء الفنان مارسيل خليفة متسائلين: هل من المعقول أنّ الفنان مارسيل خليفة لم يحسّ بضعف فراس ابراهيم ليوقفه عند حده ويرفض دعمه؟ إذ أنّ مارسيل سيضع الموسيقى التصويرية للعمل كلّه.


والسؤال الملفت هنا: لماذا يفرض فراس ابراهيم نفسه على محمود درويش وهو يعلم أنّه لا يحظى بأي شعبية. الجمهور طالب بإنقاذ محمود درويش من الطامعين بحصاد مجده، وكرّروا جملة واحدة: "قولوا لا لفراس إبراهيم مؤدياً لدور الشاعر الكبير محمود درويش"... فهل سيصل صداها إلى فراس ابراهيم؟