معظم النساء لا يذهبن إلى صالون تصفيف الشعر للحصول على طلّة أنيقة فحقط. هنا، في هذا العالم الصغير، ملاذ حقيقي لكلّ من يحببن الثرثرة. على يمينك، أم إياد، تخبر مقلّمة أظافرها، وبالتفصيل الممل، عن حفلة عرس حضرتها ليلة أمس. ستعرفين منها كلّ شيء: لون شراشف المائدة، ملابس الحاضرين، تسريحة شعر العروس، أنواع الطعام... على يسارك، سيدة شابة، غيرت أخيراً أثاث منزلها. لن تكوني بحاجة لزيارتها لمعرفة لون الستائر، فقد اختارت اللون التوتي...


كثيرات يشعرن بحاجة ملحّة للكلام والفضفضة والثرثرة، على الرغم من أنّ هذه العادة قد تزعج محيطهنّ
إلى كلّ النساء اللواتي يهوين الثرثرة، إليكنّ هذا النبأ السعيد من "أنا زهرة": كلما ثرثرتنّ أكثر، كلما كانت صحتكنّ أفضل! هذا ما تؤكده الخبيرة في علم النفس العيادي ماري هادو.


جلسة ثرثرة على فنجان قهوة أو كوب نيسكافيه مع صديقاتك، تغنيك عن قنطار علاج. "الحديث عن آخر صيحات الموضة مثلاً، يساعد النساء في أخذ وقت مستقطع من هموم الحياة اليوميّة، ويسمح لهنّ بفتح أبواب للتواصل مع الآخرين. لكن الأهمّ أنّه كفيل بخفض منسوب الضغط العصبي، ومسببات القلق"، تقول هادو. الثرثرة علاج فعال، لأنّها تخوّلنا الإفصاح عما يقلقنا، والتعبير عن مشاعرنا السلبية والإيجابية، عوضاً عن كبتها في أعماقنا. "أن تكون الثرثرة مرتبطة عادةً بالنساء، يمكن أن يكون تفسيراً علمياً ومنطقياً للسبب الذي يجعل السيدات أقل عنفاً من الرجال"، تقول هادو.
يكفي أن تتذكري أنّ العلاج النفسي يقوم أولاّ وأخيراً على الكلام. هكذا، يمكن لجلسة مع صديقتك الحميمة أن تكون بديلاً عن زيارة الطبيب النفسي.


في حياتنا اليوميّة، نعتاد على أن نكون صامتين، فالثرثرة عادة غير مقبولة اجتماعياً. إن كنت تخشين المس بأصول اللياقة، عوّدي نفسك أولاً على الثرثرة في دائرتك الصغيرة، بين أولادك. بعدما ينهون واجباتهم المدرسيّة، ويستعدون ليتناولوا عشاءهم، خذي وقتاً للتحدث معهم. ثرثروا في كلّ شيء، واستمعي لتفاصيل يومهم في المدرسة. حاولي أن تعوّدي زوجك أيضاً على بعض الثرثرة. "نسمع النساء غالباً يشتكين من أنّ أزواجهنّ لا يسمعونهنّ بشكل كافٍ، وهذا يعني أنّ هناك مشكلة تواصل بين الشريكين، يمكن حلّها ببعض الكلام فقط. كلّ ما عليك فعله أن تفتحي قلبك"، تلفت هادو.