واحدة من بين كل أربع نساء مصابات بالشقيقة، تتضاعف عندهنّ أعراض ألم الرأس بشكل لا يحتمل قبل الحيض وأثناءه. "تنتج هذه الآلام الحادة في الغالب عن انخفاض كبير في منسوب هورمون الأوستروجين في الدم مع اقتراب العادة الشهرية، لكن مسببها الأساسي يبقى مجولاً ومحط جدل بين العلماء"، يشرح الأخصائي في الصحة العامة رالف ديب.


تكون آلام العادة الشهريّة شديدة عند بعض النساء، فكيف إذا ما أضيفت إليها آلام الشقيقة؟ عندها ستكون المريضة من دون أي شك في موقف لا تحسد عليه، وتحتاج إلى حلّ سريع. "من أكثر العلاجات السريعة المفعول نسبياً، هي مراهم وضمادات الأوستروجين. يتمّ استخدام هذا العلاج قبل يوم أو يومين من بداية الحيض، لكن هذا العلاج قد يبدو معقداً بالنسبة لبعض المريضات، اللواتي لا يستطعن تحديد موعد الحيض بشكل دقيق، وهو موعد يصعب التنبؤ به، وقد يتغير بحسب حالة المرأة الصحية والنفسية" يشرح الطبيب.


هذه العلاجات الهرمونية بحسب الطبيب تبقى ذات نتيجة غير مضمونة بالكامل، وقد لا تؤدي إلى زوال الألم. يمكن اللجوء إلى علاجات وقائية، كإعطاء المريضة حبوب الهرمونات التي تحتوي على الأوستروجين لفترة معينة. "لا يمكن استخدام هذا العلاج عند كل ّالنساء، لأنّه يوصف بالأصل لتنظيم الدور الشهرية عند من يعانين من إضطرابات، لهذا قد يكون من الضرر منحه كوصفة للنساء اللواتي لا يعانين من مشكلة في هذا السياق"، يشرح الطبيب.


السيدات اللواتي يعانين من صداع النصفي المترافق مع الدورة الشهرية، يمكن أن يتبعن العلاج نفسه المتبع في معالجة أنواع الصداع الأخرى، أي الأدوية التي يتمّ تناولها عادة في حالة الشقيقة، وأكثرها فعالية الأدوية من عائلة الـTriptan التي لا يجب تجرّعها إلا عند بدء النوبة الحادة.


"يصعب تحديد الطريقة التي ستتفاعل بها الشقيقة في البداية مع الدواء. إن أخذت السيدة الدواء الخاص، ثمّ عاودها الألم بعد يوم أو يومين، يمكنها أن تعود لأخذ جرعة إضافية"، يؤكد الطبيب.


ليس هناك علاج حتمي لهذا النوع من الآلام، وقد يتطلب الوصول إلى علاج نهائي بعض الوقت، خصوصا أنّ السبب الرئيسي في هذه الآلام يبقى مجهولاً. الأهم ألا تقوم المريضة بمداواة نفسها بنفسها، وأن تلجأ إلى الطبيب بسرعة، كي لا تزيد من سوء الأعراض...