لو تصفّحنا صور الأميرات اللواتي عشن في القرون الماضية، لوجدنا أنهن كن يتمتعن بأناقة ملفتة، خصوصاً في اختيارهن لباقةٍ كبيرةٍ من الأكسسوارات على اختلافها. فما السرّ في تلك الاكسسوارات؟ وكيف يمكن الحصول عليها؟


دفع حلم لينا شمّاع وهلا مزنر باقتناء الأكسسوارات القديمة جداً "الأنتيك"، إلى البحث عن تلك المقتنيات في شتى أنحاء العالم خصوصاً في الدول الأوروبية مثل فرنسا وإيطاليا، وتجميعها في محلٍ تجاري حمل عنوان Madame Rêve. وفي هذا السياق، تلفت شمّاع أنه في العام 2004 قرّرت وصديقتها هلا، إقامة أوّل معرضٍ ضمّ ثياباً قديمةً جداً تعود إلى عشرات السنين، ولكن ما لبثتا أن بدّلتا رأيهما واتجهتا نحو تجميع الأكسسوارات القديمة جداً، لأنه يسهل الحصول عليها وهي محبّبة من قبل النساء خصوصاً اللواتي يعرفن قيمتها.


نوعية
تشير شمّاع أنه في المحل التجاري الذي تملكه، تتواجد باقة من الأكسسوارات التي تعود بين العام 1900 و1960 وتقوم كل فترةٍ بزيارة دولٍ أوروبية وشرائها، ويتم اختيارها بناءً على الموديل والنوعية.
تلفت شمّاع أن تلك الأكسسوارات ليست مصنوعة من الذهب بل من مواد قديمة جداً، وتوضح أنها مع الوقت أصبحت تتمتع بخبرةٍ في معرفة السنوات التي تعود إليها تلك "التحف"، مثل الخيط الذي استخدم فيها إضافةً إلى أنها مصنوعة يدوياً وهي عملية وتدوم لفترةٍ طويلة، وليست كما بعض الأكسسوارات التي تصنّع اليوم التي تكون قصيرة العمر وتكون المواد المستعملة خفيفة وغير أصليّة.


امتحان
تُعجب شمّاع بجميع الأكسسوارات التي كانت سائدة في السنوات الغابرة، خصوصاً تلك التي كانت سائدة بين أعوام 1930 و1950، لأنها تفوح منها رائحة الأنوثة التي لا تعرف نهاية وتتنمى جميع النساء الاحتفاظ بها.
توضح الشابة أن تلك الأكسسوارات نجحت بامتحان الزمن والعمر، وبقيت على حالها كما هي، رغم أن غالبيتها لم تصنّع من الذهب أو الماس، ولكن قيمتها المعنوية كبيرة، وبمجرّد النظر لها تجذب المرأة لها وتأسرها بالفنّ الذي استخدم فيها.


تغييرات
تتوافق لينا مزنر مع كلام زميلتها أن الأكسسوارات القديمة مليئة بالأنوثة وفريدة في شكلها، وتوضح أنها تضيف على تلك الأكسسوارات بعض التعديلات البسيطة لتواكب الموضة الحالية مع الحفاظ على روحها الأصلية وبيعها بأسعارٍ مدروسة جداً تناسب المرأة أينما كانت.
تلفت الشابة أنها تملك مجموعات كبيرة لا تعدّ من الأكسسوارات القديمة في خزانتها الخاصة خصوصاً تلك المليئة بالأحجار الكريمة الكبيرة، وتعتبر أن سرّ تلك المقتنيات أن الزمن لم يستطيع تغييرها وأنها لم تعد موجودة حالياً وهي نادرة، وتلقى إقبالاً كبيراً.


أجنبية
تلفت مزنر أن تلك الأكسسوارات ليست متوفرة في مدينة بلدها الأمر، لذلك تسافر إلى الدول الأجنبية لجلبها، ففي لبنان والدول العربية ليست متوفرة لأن الأكسسوارات اللبنانية القديمة مصنوعة من النحاس فحسب وهي أشبه بالأكسسوارات البدوية، أما الأجنبية فأكثريتها مصنّعة من الفضّة المذهّب، أما الألوان فهي متنوّعة وعديدة ومحبّبة إلى قلوب النساء مثل الأزرق والزهر والأسود.


تشير مزنر أن الهدف من افتتاح محل Madame Rêve هو تعريف النساء على حقباتٍ مليئةٍ بالأناقة إضافةً إلى أن السيدة عندما تشتري أيّ قطعةٍ قديمة سواء كانت أقراط أو خواتم أو سلاسل، تعتبر بمثابة تحفٍ يمكنها أن تورثها لإحدى بناتها، ويمكن ارتداؤها في مناسباتٍ ضخمة وتتباهى المرأة بما ترتديه وتتميّز عن غيرها في الحفلات.